فإذا كان النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو الذي غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر يبلغ منه الخوف من ربه عز وجل أنه إذا رأى سحابة عُرف في وجهه الكراهية مخافة أن تكون عذاباً من الله على الناس فما بالك بنا نحن وقد بلغ سيل ذنوبنا الزبى؟!.
وإنما معرفة النبي - صلى الله عليه وسلم - بربه تعالى جَعَلته يخشاه كل هذه الخشية، ومَن كان بالله أعرف كان منه أخوف، وعدم معرفتنا بربنا هو ماجعلنا على هذه الحال السوء التي نرجو من الله أن لا يهلكنا بسببها ولا بما فعل السفهاء منا.
والله المستعان، وعليه التكلان، ولا حول ولا قوة إلا به، والحمد لله، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وعلى مَن اتبعهم بإحسان إلى يوم الدين.