للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وأما حَلَب فهدمت بعض دورها وخرج أهلها منها إلى ظاهر البلد، وكفر طاب، وأفامية، وما والاها ودنا منها وبعد عنها من الحصون والمعاقل إلى جبلة، وجبيل، فأثرت بها الآثار المستبشعة، وأتلفت سلمية وما اتصل بها إلى ناحية الرحبة وما جاورها، ولو لم يدرك العباد والبلاد رحمة الله تعالى ولطفه ورأفته لكان الخطب أفظع!.

وقد نَظَم في ذلك مَن قال:

روَّعتنا زَلاَزلٌ حادِثاتٌ ... هَدَمَتْ حِصْنَ شَيْزَرٍ وَحِمَاهُ ... وبلاداً كثيرةً وحصوناً ... فإذا مَا رَنَتْ عيونٌ إليهَا ... وإذا مَا قَضَى مِنَ اللهِ أمرٌ ... حَارَ قلبُ اللبيبِ فيهِ وَمَنْ كَـ ... وتراهُ مُسَبِّحاً بَاكِيَ العَيْـ ... جَلَّ ربي فِي مُلكهِ وَتعَالَى ... . ... بقضاءٍ قضاهُ ربُّ السماءِ ... أهلكتْ أهلَهُ بسوءِ القضاءِ ... وثغوراً موثَّقَاتِ البِنَاءِ ... أجرتِ الدمع عِندها بالدماءِ ... سَابِقٌ فِي عِبَادِهِ بالمضاءِ ... ـانَ له فطنة وَحُسْنُ ذكَاءِ ... ـنِ مُروَّعاً مِنْ سَخطةٍ وَبَلاَءِ ... عَنْ مَقالِ الْجُهالِ والسُّفَهَاءِ ... .

وأما أهل دمشق فلما وافتهم الزلزلة في ليلة الاثنين التاسع والعشرين من رجب ارتاع الناس من هولها، وأجفلوا من منازلهم والمسقف إلى الجامع والأماكن الخالية من البنيان خوفاً على أنفسهم، ووافت بعد ذلك أخرى، ففتح البلد وخرج الناس إلى ظاهره والبساتين والصحراء وأقاموا عدة ليال

<<  <   >  >>