وأيام على الخوف والجزع، يسبحون ويهللون ويرغبون إلى خالقهم ورازقهم في اللطف بهم والعفو عنهم.
وفي الرابع والعشرين من رمضان وافت دمشق زلزلة روَّعت الناس وأزعجتهم لِما وقع في نفوسهم مما قد جرى على بلاد الشام من تتابع الزلازل فيها.
ووافت الأخبار من ناحية حَلَب بأن هذه الزلزلة جاءت فيها هائلة، فقلقلت من دورها وجدرانها العدد الكثير وأنها كانت بحماة أعظم مما كانت في غيرها، وأنها هدمت ما كان عمر فيها من بيوت يلتجأ إليها، وأنها دامت فيها أياماً كثيرة، في كل يوم عدة وافرة من الرجفات الهائلة يتبعها صيحات مختلفات تُوفِيِ على أصوات الرعود القاصفة المزعجة، فسبحان من له الحكم والأمر.
وتلا ذلك ردفات متوالية أخف من غيرهن، فلما كان ليلة السبت العاشر من شوال وافت زلزلة هائلة بعد صلاة عشاء الآخرة أزعجت وأقلقت وتلاها في إثرها هزة خفيفة.
وكذا ليلة العاشر من ذي القعدة وفي غدها زلازل، وليلة الثالث والعشرين والخامس والعشرين منه أيضاً زلازل، نفر الناس من هولها إلى الجامع والأماكن المنكشفة، وضجوا بالتكبير والتهليل والتسبيح والدعاء