النجوم، ومزقت أدِيِمَ السماء، ومَحَت ما فوقه من الرقوم، فكنا كما قال تعالى:{يَجْعَلُونَ أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ مِنَ الصَّوَاعِقِ}(١)!، ويردون أيديهم على أعينهم من البوارق لا عاصم لخطف الأبصار، ولا ملجأ من الخَطْب إلا معاقل الاستغفار، وفرَّ الناس نساءً ورجالاً وأطفالاً، ونفروا من دُورهم خِفَافًا وثقالاً .. لا يستطيعون حيلة ولا يهتدون سبيلاً، فاعتصموا بالمساجد الجامعة، وأذْعنوا [لله] بأعناق خاضعة، ووجوه عانية، ونفُوس عن الأهل والولد سالية، ينظرون من طَرْفٍ خَفي، ويتوقعون أيّ خَطْب جلي، قد انقطعت من الحياة عِلَقُهُمْ، وعَمِيَت عن النجاة طُرُقُهم، ووقعت الفكرة فيما هم عليه قادمون وقاموا إلى صَلاتهم، وَوَدّوا لو كانوا من الذين عليها دائمون) انتهى.
قلت: قارن بين كلام السلف عن الآيات، وما يفعله الناس حين حدوثها من التوبة والرجوع إلى الله، وبين ما نحن فيه من عدم ذكر الله بالكلية حين حدوث الآيات والحوادث، وكلّ ما يحصل مِنَّا هو ذكر الأسباب وآثارها!.
ثم قال القاضي الفاضل: (إلى أن أُذِن بالركود، وأُسْعِف الهاجدون بالهجود، فأصبح كل مسلم على رفيقه يُهنِّيه بسلامة طريقه، ويرى أنه قد