مِنَ الهضابِ لَهَا في الأرضِ إرسَاءُ
أقامَ سَبعاً يَرُجّ الأرضَ فانصدَعَتْ ... موجٌ عليهِ لفرطِ البَهْجِ وَعْثَاءُ
بَحرٌ مِنَ النارِ تجري فوقه سُفُنٌ ... كأنها دِيِمَة تنصبّ هَطْلاءُ
كَأنما فوقهُ الأجبالُ طافيةٌ ... رُعْباً وترعدُ مثل السَّعْفِ أضَوَاءُ
ترمي لَهَا شَرَراً كالقَصْرِ طائشة ... أَنْ عادتِ الشمسُ منهُ وَهْيَ دَهْمَاءُ
تنشقّ منها قلوبُ الصخرِ إنْ زَفَرَتْ ... فليلةُ التَّمِّ بَعْدِ النُّورِ لَيْلاءُ
مِنها تكاثفَ فِي الجوِّ الدخانُ إلى ... بِمَا يُلاقي بها تحتَ الثرى الماءُ
قد أثَّرت سَفْعة في البدْرِ لفحتها ... أنْ كادَ يُلحقها بالأرضِ إهْوَاءُ
تُحَدّثُ النَّيِّراتُ السبع ألْسنها ... لِ اللهِ يَعْقِلُهَا القومُ الألِبَّاءُ
وقد أحاطَ لظاهَا بالبروجِ إلَى ... مِنَّا الذنوبُ وساءَ القلبَ أسْوَاءُ
فيا لَهَا آيةٌ مِن معجزاتِ رَسُو ... واصفحْ فكلٌّ لِفَرْطِ الجهلِ خَطّاءُ
فباسمك الأعظمِ المكنونِ إن عَظُمَت ... عذابُ عَنهُمْ وعَمّ القومَ نعمَاءُُ
فاسمحْ وهَبْ وتفضَلْ وامحُ واعفُ وجُدْ فقومُ يونسَ لَمَّا آمنوا كُشِفَ الْ ... عَلى عُلاَ مِنبرِ الأوْرَاقِ وَرْقاءُ
فارحَمْ وصَلِّ على المختارِ مَا خَطَبَتْ
ولو أن هذه الآية كائنة في زماننا لَمَا زاد مقلدة الغرب الملحد من مرضى العقول والقلوب والنفوس على أن هذا بركان مشتعل، وأن درجة حرارته كذا، واتساع فوَّهته كذا، وأن سبب ذلك موادّ منصهرة في باطن الأرض! .. إلى آخر الهذيان الصاد عن الإيمان، بينما لا ذِكر لله في ملكه وفعله، فضلاً عن خوفه سبحانه والتوبة إليه!.