للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

سعى كان باغيا وإن لم يسع لعجزه فهو آثم وإن لم يسع لتقوى فقد يعذر لأنه لا يملك دفع الخواطر النفسية ويكفيه مجاهدة نفسه ويشكل على هذا الحديث ما روي ثلاث لا يسلم منها أحد الطيرة والظن والحسد ويجاب بما روي "قيل فما المخرج منهن يا رسول الله قال إذا تطيرت فلا ترجع وإذا ظننت فلا تحقق وإذا حسدت فلا تبغ"

خامسها التباغض ولا يشترط وقوعه من جانبين والتبغض المذموم ما كان لغير الله أما التباغض في الله بأن تبغض شخصا لمعصيته فهو واجب يثاب عليه

سادسها التدابر بمعنى تولية الدبر وهو يتجه للمعاداة أو المهاجرة أو الاستبداد بالشيء أو الجدال أو عدم التعاون أو عدم إفشاء السلام ولهذا جاء تفسيره بكل هذه المعاني

سابعها كونوا عباد الله إخوانا أي اكتسبوا ما تكونوا به إخوانا كإخوان النسب وهذا أمر يشمل جميع ما ذكره وغيره من الشفقة والرحمة والمحبة والمواساة والنصيحة وغير ذلك مما تقتضيه الأخوة وفي النداء بيا عباد الله إشعار بعلة هذا الأمر يعني كونوا إخوانا لأنكم مستوون في كونكم عبيدا لله تعالى وتجمعكم ملة واحدة ومن كان شأنهم كذلك لم يصدر عنهم ما يتنافى وما ينبغي فالواجب أن تكونوا كالإخوة من النسب.

<<  <  ج: ص:  >  >>