التمتع الحلال به حتى تموتوا عنه فليس في الحقيقة مالا لكم وإنما هو مال ورثتكم فمن كان ماله أحب إليه من مال وارثه فليقدم ومن كان مال وارثه أحب إليه فليؤخر
-[المباحث العربية]-
(عبد الله) بن مسعود كما مر في الحديث ٤٩
(أيكم مال وارثه أحب إليه) أي مبتدأ ومال مبتدأ ثان و"أحب" خبر الثاني والجملة خبر أي والمراد بالاستفهام تقريرهم بما جبل عليه الإنسان من حب مال النفس ليبني عليه صلى الله عليه وسلم ما يريد بيانه لهم زيادة في الإيضاح والمراد من المحبة لازمها من الحرص وعدم التفريط
(فإن ماله ما قدم) الفاء أفصحت عن شرط مقدر أي إذا كان الأمر كذلك فإن ماله ما قدم وعائد الصلة مفعول "قدم" المحذوف والمراد من التقديم الإنفاق في وجوه الخيرات
(ومال وارثه) نسبة المال إلى المورث في دنياه حقيقة ونسبته إلى الوارث حينئذ مجاز باعتبار المال و (مال) بالنصب عطفا على اسم إن وبالرفع على الابتداء
-[فقه الحديث]-
مال الإنسان باعتبار الانتفاع به على ثلاثة أنواع لأنه إما أن ينفقه في الملاذ والشهوات بطريق الإسراف والتبذير فلا ينبغي أن يقال إنه ماله بل الأولى أن يقال إنه مال الشيطان وإما أن ينفقه في وجوه الخيرات من الصدقة والبر والحج وفك العاني ونحوها فهذا هو الجدير بأن يطلق عليه أنه ماله حقيقة بل هو جدير بأن يقال عنه أنه حفظه بدلا من أن يقال إنه أنفقه قال تعالى {ما عندكم ينفد وما عند الله باق} وإما أن يكنزه ويدخره ويشح به ولا يؤدي حق الله فيه حتى يموت عنه ويتركه لورثته فلا ينبغي أن يقال إنه ماله بل هو مال وارثه وكل ماله فيه الكد والتعب والجمع