دون الانتفاع لأن الوارث إن صرفه في وجوه الخير فالمنفعة له لا للمورث وإن صرفه في معصية فلا فائدة للمورث من باب أولى إن سلم من تبعته ولا يعارض هذا ما رواه الشيخان من قوله صلى الله عليه وسلم لسعد "إنك إن تذر ورثتك أغنياء خير من أن تذرهم عالة" لأن سعدا أراد أن يتصدق بماله كله في مرضه وكان وارثه بنتا ولا طاقة لها على الكسب فأمره أن يتصدق منه بثلثه ويكون باقيه لابنته وبيت المال وحديث الباب إنما خاطب به أصحابه في صحتهم ليحرضهم على تقديم شيء من مالهم لينفعهم يوم القيامة فكأنه طلب من المؤمن في هذين الحديثين أن يراعي مصلحة نفسه ومصلحة وارثه فلا يبذل كل ماله ولا يبخل بكل ماله بل يكون وسطا كما قال تعالى {ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك ولا تبسطها كل البسط فتقعد ملوما محسورا}
-[ويؤخذ من الحديث: ]-
١ - مراعاة مقتضى الحال وسؤال المخاطب وتقريره ليبني عليه الجواب
٢ - بيان جبلة الإنسان في حبه لنفسه فوق حبه لأولاده
٣ - الدعوة إلى البذل والإنفاق في وجوه الخير قبل أن يرحل عن المال ويتركه للغير.