يهدف النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك الحديث إلى تحري العدالة بين المتقاضيين وأن على القاضي أن يتجنب كل ما من شأنه أن يحول بينه وبين معرفة الصواب واستبانة الحق ولا سيما ما يكون راجعا إلى نفس القاضي كأن يكون متوتر الأعصاب أو جائعا أو مريضا أو نحو ذلك مما يشغل القلب عن استيفاء النظر وتحري العدالة بين المتخاصمين
-[المباحث العربية]-
(عن أبي بكرة) نفيع بن الحارث الثقفي
(لا يقضين) بتشديد الياء والنون توكيدا للنهي
(حكم) بفتح الحاء والكاف هو الحاكم وقد يطلق على القيم بما يسند إليه
(بين اثنين) أي بين طرفي خصومة أعم من أن يكونا شخصين أو أكثر
(وهو غضبان) جملة حالية والغضب غليان دم القلب لطلب الانتقام
-[فقه الحديث]-
إنما نهي عن الحكم في هذه الحالة لأن الغضب قد يتجاوز بالحكم إلى غير الحق وقاس الفقهاء على ذلك كل ما يحصل به اضطراب الفكر كجوع شديد ومرض مؤلم وخوف مزعج وبرد قاتل وسائر ما يتعلق به القلب تعلقا يشغل عن استيفاء النظر واقتصر في الحديث على ذكر الغضب لأنه أشد هذه الأنواع حيث يستولي على النفس وتصعب مقاومته بخلاف غيره وهو يشمل الغضب لله تعالى لشغله القلب كغيره ولو خاف وحكم حال الغضب صح إن صادف الحق مع الكراهة وعن بعض الحنابلة لا يصح عملا بظاهر النهي وهي اقتضاؤه للفساد وفصل بعضهم بين أن يكون