(لا يقيم الرجل) لا نافة والمراد النهي بدليل رواية "لا يقيمن" بلفظ النهي المؤكد بالنون وذكر الرجل لأن الأغلب مخاطبة الشرع للرجل فالحكم يشمل النساء
(ولكن) الاستدراك على لازم العبارة المذكورة أي أنتم أيها الجالسون أحق بأماكنكم ولكن
(تفسحوا وتوسعوا) عطف توسعوا تفسيري
-[فقه الحديث]-
ظاهر النهي التحريم فلا يصرف عنه إلا بدليل ولفظ الحديث وإن كان عاما لكنه مخصوص بالمجالس المباحة إما على العموم كالمسجد ومجالس الحكام والعلم وإما على الخصوص كمن يدعو قوما بأعيانهم إلى منزل لوليمة أو نحوها أما المجالس التي ليس للشخص فيها ملك ولا إذن له فيها فإنه يقام ويخرج منها وكذا إذا جلس في المجالس العامة وكان مجنونا أو يتأذى منه كالسفيه إذا دخل مجلس العلم والحكمة في هذا النهي منع استنقاص المسلم المقتضي للضغائن والحث على التواضع المقتضي للمودة والمحبة وأيضا فالناس في المباح كلهم سواء فمن سبق إلى شيء استحقه ومن استحق شيئا فأخذ منه بغير حق فهو غصب والغصب حرام (ولكن تفسحوا وتوسعوا) وفي رواية "ولكن ليقل افسحوا وتوسعوا" والأمر للندب والاستحسان وكان ابن عمر إذا قام له رجل من مجلس لم يجلس فيه وهو ورع منه لاحتمال أن يكون الذي قام لأجله استحيا من غير طيب قلب فسد ابن عمر الباب ليسلم من هذا
-[ويستفاد من الحديث: ]-
١ - منع إقامة شخص من مجلس استحقه ليجلس فيه غيره مهما كان ذلك الغير عظيما
٢ - استحباب أن يتسع الجالسون لمن يقدم عليهم بأن ينضم بعضهم