٤١ - عن زيد بن خالد الجهني صلى الله عليه وسلم قال:"صلى لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الصبح بالحديبية على إثر سماء كانت من الليلة فلما انصرف أقبل على الناس فقال: هل تدرون ماذا قال ربكم عز وجل؟ قالوا: الله ورسوله أعلم قال: قال أصبح من عبادي مؤمن بي وكافر فأما من قال: مطرنا بفضل الله ورحمته فذلك مؤمن بي وكافر بالكوكب وأما من قال بنوء كذا وكذا فذلك كافر بي ومؤمن بالكوكب".
-[المعنى العام]-
كان العرب يعيشون في السحراء، يستضيئون في ليلهم بقمرها ويسترشدون في أسفارهم وأحوالهم بنجومها، كما حكى عنهم القرآن الكريم بقوله {وعلامات وبالنجم هم يهتدون} وكان من تتبعهم لحركات النجوم أن رصدوا ثمانية وعشرين نجما -وهي المسماة بمنازل القمر -فعرفوا أن كل نجم منها يعيش ثلاثة عشر يوما تقريبا، ثم يسقط في المغرب، ويطلع نجم بدله من المشرق، فسموا هذه النجوم بأسماء.
وثبت لهم من تجاربهم وملاحظاتهم أن المطر كثيرا ما يغيثهم إذا غاب نجم كذا، أو طلع نجم كذا، وارتبط في نفوسهم نزول المطر بمطالع بعض النجوم وبمرور الزمن، وبزحف من الوثنية على معتقداتهم، ظنوا أن هذه النجوم هي التي تسقط المطر، ونسبوا الفضل في المطر إليها، ونسوا الله تعالى صاحب