للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الله؟ قال: القلب يجزع والعين تدمع ولا نقول ما يسخط الرب وإنا لفراقك يا إبراهيم لمحزونون وحزن المسلمون لحزن رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي غمرة الحزن حصل كسوف الشمس وانحجب ضوؤها فقال الناس: انكسفت الشمس حزنا على موت إبراهيم وعلم رسول الله صلى الله عليه وسلم بما قالوا، فخرج وصلى بالناس قام فأطال القيام، ثم ركع فأطال الركوع ثم قام فأطال القيام وهو دون القيام الأول ثم ركع فأطال الركوع وهو دون الركوع الأول ثم سجد فأطال السجود ثم فعل في الركعة الثانية مثل ما فعل في الأولى ثم انصرف من الصلاة فخطب الناس فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله لا ينخسفان لموت أحد ولا لحياته مهما كان عظيما فلا تنكسف الشمس لموت إبراهيم ولا لموت غيره فإذا رأيتم كسوف الشمس أو القمر فصلوا وادعوا الله

-[المباحث العربية]-

(كسفت الشمس) الكسوف هو التغير إلى سواد ومنه كسف وجهه إذا تغير إلى غيره والخسوف بالخاء هو النقصان والخسف الذل والجمهور على أن الكسوف والخسوف يطلق كل منهما على ذهاب ضوء الشمس أو القمر كليا أو جزئيا وقيل: بالكاف لذهاب جميع الضوء وبالخاء لبعضه وقصر بعضهم الكسوف على الشمس والخسوف على القمر وقيل غير ذلك

وسبب كسوف القمر وقوع الأرض بينه وبين الشمس فتحجب ضوءها عنه كليا أو جزئيا لأن نوره انعكاس لضوء الشمس فكسوفه ذهاب ضوئه حقيقة

أما كسوف الشمس فسببه وقوع القمر بينها وبين الأرض مما يحجب ضوءها عن هذه البقعة التي تقع في ظل القمر فكسوفها ليس ذهاب ضوئها حقيقة لأن ضوءها لم يذهب وإنما حيل بينه وبين الوصول إلى نقطة ما من الأرض ومع أن القمر صغير جدا بالنسبة للشمس لكن قربه من الأرض

<<  <  ج: ص:  >  >>