من الكسوف؟ وما أمر الساعة ومقدماتها إلا مثيله {بَلْ يُرِيدُ الْإِنسَانُ لِيَفْجُرَ أَمَامَهُ يَسْأَلُ أَيَّانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ فَإِذَا بَرِقَ الْبَصَرُ وخسف القمر وَجُمِعَ الشَّمْسُ وَالْقَمَر يَقُولُ الْإِنسَانُ يَوْمَئِذٍ أَيْنَ الْمَفَرُّ}
وقد جاء في رواية للبخاري عن أبي بردة عن أبي موسى قال: خسفت الشمس فقال النبي صلى الله عليه وسلم فزعا يخشى أن تكون الساعة فأتى المسجد فصلى بأطول قيام وركوع وسجود رأيته قط يفعله وقال: "هذه الآيات التي يرسل الله لا تكون لموت أحد ولا لحياته ولكن يخوف الله بها عباده فإذا رأيتم شيئا من ذلك فافزعوا إلى ذكره ودعائه واستغفاره
فليس المقصود إذن من الصلاة ومن الذكر والدعاء سرعة الانجلاء فإن ذلك لا يؤثر انجلاء وعدمه لا يؤثر إبطاء وإنما المقصود الإذعان لصاحب القدرة والتسليم لمالك الملك والتضرع إليه والخضوع له وعبادته وذكره ودعاؤه
ويؤخذ من الحديث
١ - المبادرة إلى تصحيح العقائد الدينية ودفع الشبه الفاسدة وإبطال ما كان من اعتقاد جاهلي خاطئ من أن الكواكب مؤثرة في الأرض
٢ - استحباب الدعاء عند الشدائد والأمور الهامة والظواهر الكبرى وإن كانت جارية على سنن الكون وقوانين الأفلاك
٣ - مدى تعظيم المسلمين وإعزازهم لرسول الله صلى الله عليه وسلم ولابنه رضي الله عنه
٤ - من قوله "فإذا رأيتم فصلوا" أخذ مشروعية صلاة الكسوف وهو أمر متفق عليه لكنهم اختلفوا في حكمها والجمهور على أنها سنة مؤكدة وحكي عن مالك أنه أجراها مجرى الجمعة ونقل عن أبي حنيفة أنه أوجبها كما اختلفوا في صفتها والجمهور على أنها ركعتان كل ركعة قيامان وركوعان فبعد القيام الطويل يركع طويلا ثم يقوم من الركوع فيقرأ طويلا ثم يركع طويلا ثم يركع طويلا ثم يسجد طويلا ثم يجلس