للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ابن عمر يكتفي بالتشييع حتى الصلاة ثم ينصرف ولا يشيع حتى القبر ولم يكن سمع بهذا الحديث فلما سمعه نكره وظن أن الأمر اشتبه على أبي هريرة لكثرة تحديثه فأراد أن يستوثق فأرسل إلى عائشة يسألها عن الحديث فأيدت أبا هريرة وقالت نعم سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم فأسف ابن عمر على زمن مضى لم يقم فيه بهذه الشعيرة فضيع على نفسه ثوابا كبيرا

-[المباحث العربية]-

(أنه قيل له) جاء في صحيح مسلم أن القائل لابن عمر جناب أبو السائب وقيل إن له صحبة

(من تبع جنازة فله قيراط) أي من الأجر كما جاء في رواية مسلم والمراد من اتباع الجنازة تشييعها والقيراط في استعمال البشر جزء من كل في أرض مصر جزء من أربعة وعشرين جزءا وفي الذهب جزء من عشرين جزءا من الدينار في أكثر البلاد وفي الشام جزء من أربعة وعشرين جزءا منه وفي بعض البلاد القيراط نصف دانق والدانق سدس درهم فالقيراط جزء من اثنى عشر جزءاً من الدرهم فالقيراط على أي حال جزء من كل والمراد منه هنا جزء من ثواب تجهيز الميت وتنوينه للتعظيم ففي بعض الروايات "مثل أحد" وليس المراد قيراطا من جنس أجور المؤمن على طاعاته حتى يدخل فيه ثواب الإيمان والأعمال الكبرى الصالحة وإنما المراد جزء من الأجر العائد على ما يتعلق بالميت من غسل وتكفين ودفن وتعزية ومواساة وغير ذلك من الآداب والحقوق

(أكثر أبو هريرة علينا) همزة "أكثر" للتعدية والتصيير أي جعل الشيء كثيرا والمراد أكثر التحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بما لم نعلمه أو أكثر علينا الأجر على هذا الفعل بما لم نعهده

(فصدقت عائشة أبا هريرة) معطوف على محذوف أي فشك ابن عمر فأراد أن يستوثق فأرسل إلى عائشة يسألها

<<  <  ج: ص:  >  >>