(سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقوله) أي يقول الحديث الذي رواه أبو هريرة
(لقد فرطنا في قراريط كثيرة) قاله ابن عمر بعد أن استوثق من الحديث أسفا على أنه لم يلتزمه فيما مضى من عمره
-[فقه الحديث]-
سبق أن تناولنا اتباع الجنائز في الحديث رقم (١٣) وتناولنا الحكمة في مشروعيته واختصاصه بالرجال وحكمه وفصلنا القول في وضع المشيعين أمام الجنازة أو خلفها؟ والحديث هنا ظاهر في أن المشي خلفها أفضل من المشي أمامها لأن المشي خلفها هو حقيقة الاتباع حسا قال ابن دقيق العيد والذين رجحوا المشي أمامها حملوا الاتباع هنا على الاتباع المعنوي وهو المصاحبة وهو بهذا المعنى أعم من أن يكون أمامها أو خلفها أو غير ذلك وهذا مجاز يحتاج إلى دليل على تقديمه
وقد آثار الحافظ ابن حجر تساؤلا مؤداه هل يحصل القيراط لمن اتبع وصلى ثم رجع؟ أو اتبع وشيع من بعد الصلاة وحضر الدفن ولم يصل: أو لمن اتبع وشيع ورجج قبل الفن ولم يحضر الصلاة؟ واختار أن الأخير لا يحصل القيراط قال: لأن الاتباع إنما هو وسيلة لأحد مقصودين إما الصلاة وإما الدفن فإذا تجردت الوسيلة عن المقصد لم يحصل المرتب على المقصود وإن كان يرجى أن يحصل لفاعل ذلك فضل ما بحسب نيته ثم اعتمد حديث البخاري في رواية أبي هريرة الأخرى ولفظها "من شهد الجنازة حتى يصلي فله قيراط -أي من بيتها حتى الصلاة عليها فله قيراط ومن شهدها حتى تدفن كان له قيراطان قيل: وما القيراطان؟ قال: مثل الجبلين العظيمين" وفي لفظ "من تبعها من أهلها حتى يصلى عليها فله قيراط ومن شهدها حتى تدفن كان له قيراطان قيل: وما القيراطان قال: مثل الجبلين العظيمين" قال الحافظ ابن حجر: والذي يظهر لي أن القيراط حصل أيضا لمن صلى فقط لأن كل ما قبل الصلاة وسيلة لها لكن يكون قيراط من صلى فقط دون قيراط من شيع وصلى مثلا واستدل بحديث