للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ويرافقهم عند الرفيق الأعلى يستحضر رفقته لهم ورفقتهم قبل ثمان سنين يقف يدعو لهم بل قام يصلي عليهم صلاة الجنازة الشرعية وكأنه كان يودع قبورهم وأجسادهم قبيل أن تلتقي روحه مع أرواحهم في النعيم المقيم

ثم انصرف عنهم إلى المسجد إلى الأحياء ينصحهم ويحذرهم بما يفهم منه أنه وداع صعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال أيها الناس إني فرطكم إني سأتقدم عليكم إني سأسبقكم إلى آخرتي لكني سأبقى شهيدا عليكم تعرض علي أعمالكم فما وجدت فيها من خير حمدت الله عليه وما وجدت منها غير ذلك استغفرت الله له أيها الناس كأني في آخرتي وكأني والله أنظر إلى حوضي الآن يرده أناس منكم أو يذاد عنه أناس فاجتهدوا في التمسك بكتاب الله وسنتي ووالله ما أخاف عليكم بعدي أن تشركوا ولكني أخاف أن تقعوا في شرك الدنيا ومصيدة زينتها ومتاعها فتلهيكم عن ذكر الله وتنافسوا فيها كما تنافس فيها من قبلكم فتهلكوا مقصرين في دينكم كما هلكوا وإني أعطيت مفاتيح خزائن الأرض وتفسير ذلك أنكم تملكون ملك كسرى وقيصر ومشارق الأرض ومغاربها وهذا هو الخطر الذي يتهددكم من بعدي أخشى إن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم قال الراوي: كانت هذه آخر نظرة نظرتها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهكذا بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة حتى أتاه اليقين فصلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه ومن اتبع سبيله إلى يوم الدين

-[المباحث العربية]-

(خرج يوما) كان ذلك بعد سبع سنوات ونصف السنة من غزوة أحد إذ كانت في شوال سنة ثلاث من الهجرة وكان خروجه صلى الله عليه وسلم إلى الشهداء قبيل وفاته وتوفي في ربيع الأول سنة إحدى عشرة

(فصلى على أهل أحد) أي على شهداء المسلمين هناك

(صلاته على الميت) لعل الراوي يرفع بهذا إيهام أن المراد بالصلاة

<<  <  ج: ص:  >  >>