(تعبد الله لا تشرك به شيئا) العبادة الطاعة مع الخضوع فإن كان المراد منها هنا معرفة الله والإقرار بوحدانيته كان عطف الصلاة والزكاة عليها لإدخالهما فيما يدخل الجنة وإن كان المراد من العبادة الطاعة مطلقا دخلت جميع أمور الدين فيها ويكون عطف الصلاة والزكاة والصوم عليها من عطف الخاص على العام لمزيد عناية بهذا الخاص والجملة خبرية لفظا ومعنى أو خبرية لفظا إنشائية طلبية معنى
وعبادة الله عبادة حقة تستلزم عدم الإشراك به شيئا لكنه صرح باللازم للنهي عما كان عليه الكفار من عبادة الأوثان لتقربهم إلى الله وقد جاءت جملة "ولا تشرك به شيئا" في بعض الروايات معطوفة بالواو وفي بعضها بدون واو العطف فهي في محل النصب على الحال أي موحدا له توحيداً كاملا
(وتقيم الصلاة المكتوبة) تقييد الصلاة بالمكتوبة لاتباع القرآن في قوله {إنَّ الصَّلاَةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَاباً مَّوْقُوتاً} وللاحتراز من النوافل
(وتؤدي الزكاة المفروضة) تقييد الزكاة بالمفروضة للاحتراز من صدقة التطوع
(والذي نفسي بيده) أي والله الذي روحي بقبضته ويده
(لا أزيد على هذا) المشار إليه الأوامر والفروض المذكورة واكتفى بنفي الزيادة عن نفي النقص وهو مراد كما جاء في بعض الروايات
-[فقه الحديث]-
اختلفت روايات هذا الحديث بالزيادة والنقصان ففي بعض روايات الصحيح لم يذكر الصوم وفي بعضها ذكر صلة الرحم وقد قال العلماء في هذا وفي مثله إنه من تقصير الرواة واختلافهم في الحفظ والضبط ومعنى هذا أن من زاد فقد حفظ ما لم يحفظه الآخر ومن حفظ حجة على من لم