ولم يذكر الحج في جميع روايات هذا الحديث ووجه بأن الرسول صلى الله عليه وسلم ذكره للرجل فحذف من الرواة والصحيح أن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يذكره لأن الرجل كان حاجا وكان واقفا على عرفات
واستشكل على قوله صلى الله عليه وسلم "من سره أن ينظر إلى رجل من أهل الجنة فلينظر إلى هذا" بأنه كيف ساغ الرسول صلى الله عليه وسلم أن حكم على هذا الرجل بأنه من أهل الجنة مع أنه قد لا يفي بوعده وأجاب النووي بأنه صلوات الله وسلامه عليه علم بطريق الوحي أنه يوفي بما التزمه وأنه يدوم على ذلك ويدخل الجنة
وقيل: إن الكلام فيه قيد ملاحظ حيث جاء هذا القيد مصرحا به في روايات صحيحة بلفظ "إن تمسك بما أمر به دخل الجنة" فيصبح المعنى من سره أن ينظر إلى رجل من أهل الجنة فلينظر إلى هذا إن تمسك بما أمر به
أما الاعتراض بأن تبشير هذا الرجل بالجنة يتعارض مع أن المبشرين بالجنة معروفون فقد أجاب عنه العيني بأن التنصيص على العدد لا ينافي الزيادة قال: وقد ورد في حق كثير مثل ذلك كما جاء في الحسن والحسين وقيل العشرة بشروا بالجنة دفعة واحدة فلا ينافي المتفرق
وأما الاعتراض بأن الحديث رتب دخول الجنة على فعل المأمورات كيف مع أن دخول الجنة موقوف كذلك على الكف عن المحرمات المنهي عنها فقد أجيب عنه بأنه مقصود طوي للعلم به، وقيل إن عبادة الله شاملة لفعل المأمورات واجتناب المنهيات فإن تمسك بالعبادة الشاملة لهما دخل الجنة
-[ويؤخذ من الحديث]-
١ - قال القرطبي في هذا الحديث دلالة على جواز ترك التطوعات لكن من دوام على ترك السنن كان نقصا في دينه فإن كان تركها تهاونا بها