للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يرى ذلك المذنب رسول الله صلى الله عليه وسلم فيستغيث به ويناديه أنقذني يا رسول الله فيقول له أنت الذي جنيت على نفسك لا أملك لك من الله شيئا لقد بلغت وأنذرت والأمر اليوم كله لله

-[المباحث العربية]-

(تأتي الأبل) أي يوم القيامة

(على صاحبها) أي مستعلية صاحبها الذي كان يملكها في الدنيا مسيطرة عليه لا يملك منها فرارا

(على خير ما كانت) في الدنيا عددا وسمنا وعظما فمن تراوحت أبله في الدنيا بين الخمسة والمائة وبين الوليد والشاب والعجوز وبين المريض والسليم وبين الضعيف والقوي جاءت مائة شابة سليمة قوية بعد أن كانت عنده على حالات مختلفة فتأتي على أكملها ليكون ذلك أنكى له لشدة ثقلها

(إذا لم يعط فيها حقها) أي إذا لم يؤد زكاتها في الدنيا فالمراد حق الله المتعلق بها أو حق الفقراء المتعلق بها فالإضافة لأدني ملابسة

(تطؤه بأخفافها) أي يبسط لها مكان واسع مستو تجري فيه ويسقط تحتها فتخبط وجهه بأخفافها وتعضه بأفواهها كما جاء في الروايات الصحيحة والأخفاف جمع خف والخف للإبل كالظلف للغنم والبقر والحافر للمحار والبغل والفرس والقدم للإنسان وفي صحيح مسلم "كلما مرت عليه أولاها ردت عليه أخراها"

(وقال ومن حقها أن تحلب على الماء) أي ومن حق الفقراء فيها كرما ومواساة أن تحلب لهم حين ترد الماء لتشرب وخص الحلب بموضع الماء ليكون أسهل على المحتاج من قصد المنازل وأرفق بالماشية وهذه الجملة "ومن حقها ... " قيل مدرجة من كلام أبي هريرة فعليه يعود الضمير في "قال" وقيل " هي من كلام الرسول صلى الله عليه وسلم ففاعل "قال" يعود عليه ورواية مسلم تدل على الرفع

<<  <  ج: ص:  >  >>