٢ - أن الله لا يقبل إلا الطيب الحلال، قال تعالى {يا أيها الذين آمنوا أنفقوا من طيبات ما كسبتم.}
قال القرطبي: وإنما لم يقبل الله الصدقة بالحرام لأنه غير مملوك للمتصدق والمتصدق ممنوع من التصرف فيه، والمتصدق به متصرف فيه، فلو قبل منه لزم أن يكون الشيء مأمورا به منهيا عنه من وجه واحد، وهو محال. أهـ. على معنى أن المال الحرام غير مأذون بالتصرف فيه، وقبول الله للصدقة منه إذن بالتصرف فيه فيكون الشرع آذنا وغير آذن لشيء واحد في وقت واحد وهو تناقض محال.
٣ - أن الله يضاعف الصدقة الخالصة الطيبة أضعافا كثيرة، ومصداقه في القرآن كثير. يقول تعالى {يمحق الله الربا ويربي الصدقات} ويقول {من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا فيضاعفه له أضعافا كثيرة والله يقبض ويبسط وإليه ترجعون} ويقول {مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل في كل سنبلة مائة حبة والله يضاعف لمن يشاء والله واسع عليم.}
٤ - أن لا يستقل المتصدق ما يتصدق به ولو كان تمرة أو شق تمرة أو كسرة، ما دام ذلك الذي في قدرته.
٥ - أن يتقبل المعطي ما يعطاه وإن كان قليلا، وأن يشكر عليه ويكافئ بالدعاء للمتصدق، ولا يسخر من المعطي ولا يحقره، فإن الله تعالى -وهو الغني -يتلقاها بيمينه ولو كانت عدل تمرة، ويثيب عليها وينميها حتى تصير كالجبل.
٦ - أن لا يهزأ أحد من متصدق بقليل، فتلك صفة المنافقين {الذين