(من أفجر الفجور) هو من باب أكذب الكذب، والقصد منه المبالغة في المعنى، حيث جعل الفجور كأنه يفجر، والمعنى أن ذلك من أعظم الذنوب والفجور الانبعاث في المعاصي.
(ويجعلون المحرم صفرا) أي يسمون المحرم صفر، وصفر في جميع الأصول من الصحيحين بدون ألف، على المشهور من لغة ربيعة، التي تكتب المنصوب بغير ألف، كصورة المرفوع. ومع هذا لا بد من قراءته منصوبا منونا، لأنه مصروف بلا خلاف. قاله النووي والقاضي عياض.
(ويقولون) جملتا "يجعلون" و"يقولون" معطوفتان على "يرون".
(إذا برأ الدبر) برأ بالهمزة وبدونها، ومعناه صح وشفي، والدبر بفتح الدال المشددة، والباء المفتوحة الجرح، وال فيه للعهد، أي إذا شفي جرح ظهور الإبل الحادث من عناء الحمل في الحج.
(وعفا الأثر) أل في الأثر للعهد، والمعنى ذهب وانمحى أثر سير الإبل من الطريق بعد رجوعهم من الحج بسبب الأمطار أو طول الأيام مع الهواء ويحتمل أن يكون المراد من الأثر أثر هذه الجروح، وفي رواية "وعفا الوبر" ومعناه وكثر وبر الإبل الذي نحلته الرحال في الحج، وهذه الألفاظ الأربعة الدبر. والأثر. صفر. اعتمر -تقرأ بتسكين الراء لإرادة السجع.
(حلت العمرة لمن اعتمر) أي صار الإحرام بالعمرة لمن أراد أن يحرم بها جائزا، ففي لفظ "اعتمر" مجاز مرسل.
(صبيحة رابعة) أي صبيحة ليلة رابعة من ذي الحجة.
(مهلين بالحج) نصب على الحالية، والمعنى محرمين ملبين به. وفي رواية "وهم يلبون بالحج".
(أن يجعلوها) الضمير المنصوب للحجة التي أهلوا بها.
(فتعاظم ذلك عندهم) أي كبر على الصحابة الاعتمار في أشهر الحج.
(أي الحل)"أي" اسم استفهام، منصوب على أنه مفعول مطلق لفعل