ما يحلو له وليعمل ما شاء:{ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار}
-[المباحث العربية]-
(أنه سمع خصومة بباب حجرته) اسم "أن" ضمير للرسول صلى الله عليه وسلم والمراد من الخصومة صوت التخاصم والتشاحن: والباء الجارة للإلصاق المجازي والجار والمجرور متعلق بمحذوف صفة لخصومة، أي سمع صوت خصومة قريبة من باب حجرته التي هي مسكن زوجته أم سلمة، وذكر ابن حجر أن الخصومة كانت في مواريث وأشياء قد درست.
(خرج إليهم) أي إلى الخصوم المفهومين من الخصومة ولم تعرف أسماؤهم.
(فقال: إنما أنا بشر) هذا حصر إضافي، أي أنا مقصور على البشرية لا أتعداها إلى علم بواطن الأمور في جميع الأوقات، وجاء به ردا على من زعم أن من كان رسولا يعلم الغيب فيطلع على بواطن الأمور في كل حال، ولا يخفى عليه المظلوم، فأشار إلى أن الوضع البشري يقتضي ألا يدرك من الأمور إلا ظاهرها، فإذا ترك على ما جبل عليه، ولم يؤيد بالوحي السماوي طرأ عليه ما يطرأ على سائر البشر.
(وإنه يأتيني الخصم) اسم "إن" ضمير الحال والشأن، و"الخصم" بسكون الصاد في الأصل مصدر سمي به المخاصم والمنازع، ويطلق على الواحد والجمع، وقد يثنى ويجمع فيقال: خصمان وخصوم، أما الخصم بفتح الخاء وكسر الصاد فهو المولع بالخصومة الماهر فيها، ومنه قوله تعالى:{بل هم قوم خصمون}
(فلعل بعضكم أن يكون أبلغ من بعض) قال في مغني اللبيب: ويقترن خبر لعل بأن المصدرية كثيرا حملا على عسى. أهـ و"أبلغ" أفعل تفضيل من بلغ الرجل يبلغ بلاغة فهو بليغ إذا كان يبلغ بعبارة لسانه كنه ما في قلبه، هذا ما قاله الزجاج، وقال غيره البلاغة، إيصال المعنى إلى القلب في أحسن