(ويلك) لفظ الويل في الأصل الحزن والهلاك والمشقة ويستعمل بمعنى التفجع والتعجب وها هنا كذلك وينتصب عند الإضافة ويرتفع عند القطع وناصبه عامل مقدر من غير لفظه أي هلكت هلاكا أو أتعجب منك تعجبا
(قطعت عنق صاحبك) مستعار من قطع العنق الذي هو القتل لاشتراكهما في الهلاك أي أهلكت صاحبك بإدخال الغرور عليه
(مرارا) يريد أن النبي صلى الله عليه وسلم كررها مرارا وجاء في رواية ثلاثا وهو معمول لقال
(لا محالة) أي لا حيلة له في ترك ذلك فالميم زائدة ومعناه لا بد
(أحسب) بكسر السين وفتحها ومعناه أظن أما أحسب بضم السين فهي للعدد
(فلانا) مفعول أحسب الأول ومفعولها الثاني كذا وكذا وأحسبه الثانية تأكيد للأولى أعيدت لطول الفصل
(والله حسيبه) أي كافيه فعيل بمعنى فاعل والجملة لا محل لها من الإعراب معترضة هي والجملة التي بعدها بين معمولي أحسب وهما أيضا من مقول القول
(ولا أزكي على الله أحدا) أي لا أقطع على الله بعاقبة أحد بخير ولا غيره لأن ذلك مغيب عنا لكن نقول نحسب ونظن والله يعلم الحقائق، وعدى فعل التزكية بعلى مضمنة معنى الجرأة أي لا أمدح متجرئا على غيب الله
(وإن كان يعلم ذلك منه) اسم الإشارة يعود على صفات الكمال التي هي منشأ المدح وجواب الشرط محذوف أي إن كان يعلم فليقل أحسب والعلم مراد به الظن لئلا يقال إذا كان يعلم ذلك منه فلم يقول أحسبه
-[فقه الحديث]-
ظاهر الحديث يقتضي النهي عن المدح وقد حمله العلماء على