للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

شأنك أليس كنت تأمرنا بالمعروف وتنهى عن المنكر قال كنت آمركم بالمعروف ولا آتيه وأنهاكم عن المنكر وآتيه

-[المعنى العام]-

إظهار خلاف الباطن نفاق وقبيح وإظهار الصلاح من الفاجر سيئ وخطير سيئ عند علام الغيوب وخطير عند البشر والأمر بالمعروف ممن لا يفعل هذا المعروف ذنب كبير والنهي عن المنكر ممن يفعله ويقيم عليه كبيرة من أكبر الكبائر لهذا يقول جل شأنه {يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون}

والحديث صور عقوبة العالم الذي لا يعمل بعلمه وعقوبة المخادع للناس الذي يقول ما لا يفعل ويفعل ما ينهي عنه

لقد كان يخشى الناس كخشية الله أو أشد خشية فأخفى عنهم حقيقته وظهر لهم بثوبي زور فكانت عقوبته أن تكون صورته يوم القيامة صورة حمار صورة أبلد الحيوانات لأنه في دنياه قد ظن أنه ذكي وأنه بذكائه يضحك على الناس ويخدعهم وحقيقته أنه غبي لأنه كان يضر نفسه وهو لا يعرف الضرر وكان يؤذي نفسه من حيث يظن أنه ينفعها

يجاء به يوم القيامة فيلقى في جهنم ونارها جزاء جريمته فتخرج أمعاؤه من بطنه لأنه كان يكتم الحقائق في باطنه فجزاؤه من جنس عمله ونقيض قصده تخرج أمعاؤه من بطنه في النار فيدور حولها كما يدور الحمار في الطاحونة لأنه كان يلف ويدور أمام الناس ليخفي حقيقته كان يخشى الفضيحة في الدنيا فنافق فكانت عقوبته الفضيحة في الآخرة يجتمع عليه أهل النار ممن كانوا يظنون فيه الصلاح يحيطون به ويلتفون حوله ويعجبون لأمره يسألونه عن جريرته التي أردته هذا الردي يا فلان ما شأنك وما قصتك وماذا كان عملك في الدنيا لقد كنت بيننا مظهرا للصلاح وكنت تأمرنا بالمعروف وتنهانا عن المنكر يجيبهم والنار تأكل

<<  <  ج: ص:  >  >>