للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أحشاءه يجيبهم وهو يعض أصابع الندم ولات ساعة ندم يجيبهم بحقيقة الأمر ولا مجال للكذب والخداع يقول كنت آمركم بالمعروف ولا أفعله وأنهاكم عن المنكر وأفعله فيعلمون السر في عدم استجابتهم له في دنياهم إن ما يخرج من القلب يحل في القلب وما يخرج من اللسان فقط لا يتجاوز الآذان ولو أنه كان من المخلصين لتغير حاله وحالهم

إن العلماء مصابيح الأمة التي تنير لها الطريق بعد تباعد العهد بالرسالة فإذا كان المصباح مظلما في نفسه فكيف يستضاء به وصدق القول صنفان من الناس إذا صلحا صلح الناس وإذا فسدا فسد الناس العلماء والأمراء

-[المباحث العربية]-

(يجاء بالرجل يوم القيامة) أل في الرجل للعهد والمقصود المؤمن العاصي الذي يأمر بالمعروف ولا يفعله وفي رواية للبخاري يجاء برجل والفعل يجاء مبني للمجهول على طريقه يوم يدعون إلى نار جهنم دعا

(فيلقى في النار) في الأسلوب إهانة وامتهان إذ لم يقل فيدخل النار بل يرمى فيها كما يرمى الشيء الحقير وفي رواية فيقذف في النار

(فتندلق أقتابه) الأقتاب جمع قتب بكسر القاف وسكون التاء وهي الأمعاء واندلاقها خروجها بسرعة

(فيدور كما يدور الحمار برحاه) الرحى معروفة يطحن عليها الحب والصغيرة منها تديرها الأيدي والكبيرة تديرها الحيوانات وفي رواية للبخاري فيطرح في النار فيطحن فيها كطحن الحمار برحاه روي يطحن مبنيا للمعلوم أي يطحن النار أو يطحن أقتابه وأمعاءه وروي بالبناء للمجهول ونائب الفاعل ضمير الرجل أي يحطم في النار

والكاف في كما يدور صفة لمفعول مطلق محذف أي يدور دورانا شبيها بدوران الحمار والحمار مثل في البلادة

<<  <  ج: ص:  >  >>