٥٠ - عن واثلة بن الأسقع رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن من أعظم الفرى أن يدعي الرجل إلى غير أبيه أو يري عينه ما لم تره أو يقول على رسول الله صلى الله عليه وسلم ما لم يقل
-[المعنى العام]-
تختلف درجات الكذب باختلاف درجة المكذوب به ودرجة المكذوب عليه وكلما كانت آثار الكذبة أشد ضررا كانت الكذبة أعظم جرما وأي كذبة أشد خطرا من كذبة ينتسب بها المرء إلى غير أبيه فيستحل مالا لم يكن ليحل له ويحمل اسما لم يكن ليحمله ويأخذ حقوقا لم يكن ليأخذها جريمة كبرى يشترك فيها من يدعي أبا غير أبيه مع هذا الرجل الذي ليس أبا حقيقيا ينتهكان بذلك شرع الله وحقوق الناس فما أعظم هذه الفرية وما أشد خطرها على المجتمع الإسلامي
وحينما يكون المكذوب عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي يبلغ عن ربه ما أنزله إليه حين يدعي مدع أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال وهو لم يقل تضطرب الشريعة وينسب إلى الله ما لم يأذن به جل شأنه وحين يكذب الآدمي في الإخبار عن منامه فيقول إنه رأى كذا وكذا وكذا وهو لم ير من ذلك شيئا والرؤيا جزء من النبوة ونوع من الوحي وإيحاء من الله حين يكذب الإنسان في رؤياه يكون كاذبا على الله مدعيا أن الله ألقى إليه في منامه بكذا وهو لم يلق إليه هل هناك من يفترى عليه أعظم من الله اللهم لا
{ومن أظلم ممن افترى على الله كذبا} إن فاعل ذلك أظلم الظالمين وأعظم الكذابين أليس في جهنم مثوى للظالمين فليتبوءوا مقعدهم من النار هي حسبهم وبئس المصير