(إن من أعظم الفرى) بكسر الفاء وفتح الراء مقصورا وجاء ممدودا جمع فرية والفرية الكذب والبهت أي التبجح بالكذب تقول فرى فلان بفتح الراء يفري بكسرها مع فتح الياء وافترى يفتري إذا اختلق
(أن يدعي الرجل إلى غير أبيه) بفتح الياء وتشديد الدال وكسر العين أي أن ينتسب الرجل إلى غير أبيه والتعبير بالرجل للغالب والمرأة حكمها حكم الرجل ويجوز أن يبقى الادعاء على أصله ويقدر مفعول محذوف أي أن يدعي الرجل نسبا إلى غير أبيه وهذا أولى لورود لفظ النسب في بعض الروايات
(أو يري عينه ما لم تره) يري بضم الياء وكسر الراء منصوب عطفا على أن يدعي وعينه بالإفراد مرادا به الجنس فيصدق على عينيه أي يدعي أن عينيه رأتا في المنام شيئا ما رأتاه
-[فقه الحديث]-
في الحديث تشديد الوعيد على ثلاث كذبات الكذب في الانتساب وادعاء ابن لفلان وهو غير أبيه أو الرضا بادعاء آخر بنوته وهو يعلم أنه غير أبيه الثانية الكذب في المنام وادعاء أنه رأى ما لم ير والثالثة الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم
أما الأولى فقد كانت العرب في الجاهلية تستبيح أن يتبنى الرجل ولد غيره فلا ينسب الولد لأبيه الحقيقي وإنما ينسب إلى الذي تبناه ويصبح له حق الولد من النسب من جميع النواحي حتى نزل قوله تعالى {وما جعل أدعياءكم أبناءكم ذلكم قولكم بأفواهكم والله يقول الحق وهو يهدي السبيل ادعوهم لآبائهم هو أقسط عند الله فإن لم تعلموا آباءهم فإخوانكم في الدين ومواليكم وليس عليكم جناح فيما أخطأتم به ولكن ما تعمدت قلوبكم وكان الله غفورا رحيما} فحرم التبني ووجبت نسبة كل واحد إلى أبيه الحقيقي ولما كانت تلك العادة متأصلة عندهم احتاج اقتلاعها إلى كثير من التشديد