للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إلا موضع لبنة من زاوية فجعل الناس يطوفون به ويعجبون له ويقولون هلا وضعت هذه اللبنة قال فأنا اللبنة وأنا خاتم النبيين

-[المعنى العام]-

تتطور البشرية وترقى عصرا بعد عصر وتتقدم من البدائية إلى الحضارة قرنا بعد قرن وتتسع مداركها ومعارفها جيلا بعد جيل وتسمو أفهامها من المحسوسات إلى المعقولات كلما تقدمت بها العلوم ومن هنا كانت البشرية تعبد الحجارة التي لا تسمع ولا تبصر وكانت معجزات رسلها محسوسة تدرك بالأبصار ناقة لها شرب ولهم شرب فلق البحر وانفجار الماء من الصخر وحية تسعى وذراع يضيء وإبراء الأكمه والأبرص وإحياء الموتى إلى غير ذلك من الماديات المحسوسات الخارقات للعادة

وكان كل رسول يدعو قومه إلى عبادة الله وحده وإلى الاستقامة والبعد عن خبائث السلوك فمنهم من حذر من إتيان الذكران من العالمين ومنهم من نهى عن التكبر والتجبر والعبث {أتبنون بكل ريع آية تعبثون وتتخذون مصانع لعلكم تخلدون وإذا بطشتم بطشتم جبارين} ومنهم من أمر بإيفاء الكيل {أوفوا الكيل ولا تكونوا من المخسرين وزنوا بالقسطاس المستقيم} ومنهم من نهى عن القتل إذ وصلوا إلى قتل الأنبياء بغير حق ومنهم من نهى عن الزنا لشيوعه وفحشه ومن نهى عن أكل الربا وأخذ أموال الناس بالباطل إلى غير ذلك من تشريعات الرسالات التي أشبهت في تقويمها للبشرية بدار بنيت حجرا حجرا وزاوية زاوية وجانبا جانبا فبنيت في حسن وجمال وبقي لتكمل وتتم مكان حجر في زاوية فتم بناء الدار بالرسالة المحمدية وكمل تقويم البشرية بما جاء به خاتم الأنبياء والمرسلين محمد صلى الله عليه وسلم فشملت رسالته وشريعته كل الشرائع وزادت ما تحتاجه البشرية لإصلاحها في كل زمان إلى يوم القيامة

-[المباحث العربية]-

(مثلي ومثل الأنبياء كرجل بنى دارا) المثل بفتح الثاء ما شبه مضربه

<<  <  ج: ص:  >  >>