بمورده والمراد منه هنا مطلق الوصف والحال أي صفتي وحالي مع الأنبياء قبلي كرجل بنى دارا وفي بيان المشبه والمشبه به قال الحافظ ابن حجر قيل المشبه به واحد والمشبه جماعة فكيف صح التشبيه وجوابه أنه جعل الأنبياء كرجل واحد لأنه لا يتم ما أراد من التشبيه إلا باعتبار الكل أهـ
وعندي أن التشبيه من قبيل تشبيه هيئة بهيئة، تشبيه هيئة رسالة الأنبياء السابقين وما جاءوا به من هداية وإصلاح البشرية بهيئة رجل أسس دارا وبناها ورفع بنيانها إلا موضع حجر في زاوية فرسالة الأنبياء قبل رسالة محمد صلى الله عليه وسلم تشبه في الحقيقة البيت الذي ينقصه شيء وليس التشبيه بالرجل
(إلا موضع لبنة) بفتح اللام وكسر الباء وبكسر اللام وسكون الباء وهي القطعة من الطين تعجن وتجفف وتعد للبناء فإذا أحرقت سميت آجرة
(لولا موضع اللبنة) جواب لولا محذوف على أنها شرطية وموضع مبتدأ خبره محذوف والتقدير لولا موضع اللبنة يوهم النقص لكان بناء الدار كاملا ويحتمل أن تكون لولا تحضيضية ويقدر فعل بعدها لاختصاصها بالأفعال أي لولا أكمل موضع اللبنة
(فأنا اللبنة) مشبه ومشبه به أي فأنا بالنسبة إلى رسالات الأنبياء أشبه اللبنة المكملة للبناء بالنسبة للدار
-[فقه الحديث]-
لقد كان كل نبي يبعث إلى قومه خاصة وشريعته صالحة لهم ولزمنهم كاملة لإصلاح قومه غير ناقصة لكن الرسالات السابقة في مجموعها وبكل ما جاءت به لا تصلح للبشرية المستقبلة في جميع الأزمنة وفي جميع الأمكنة فكان لا بد من إضافة رسالة إلى الرسالات السابقة لتصلح لتقويم البشرية في كل زمان ومكان والإشكال الوارد في هذا المقام هو هل الرسالة الخاتمة بالنسبة للرسالات السابقة أساسية لم تكن الرسالات السابقة