٥٢ - عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: ما خير رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أمرين إلا أخذ أيسرهما ما لم يكن إثما فإن كان إثما كان أبعد الناس منه وما انتقم رسول الله صلى الله عليه وسلم لنفسه إلا أن تنتهك حرمة الله فينتقم لله بها
-[المعنى العام]-
صلى الله على من أدبه ربه فأحسن تأديبه حتى قال فيه {وإنك لعلى خلق عظيم} أدبه بآداب القرآن فكان خلقه القرآن تخلق صلى الله عليه وسلم بالحلم والسماحة وبالرفق والإحسان قال عنه من خلقه {لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رءوف رحيم} وقال له {ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك فاعف عنهم واستغفر لهم}
كان اليسر والتيسير أساس شريعته يعلم أمته ويضرب لهم بنفسه المثل الأعلى يقول يسروا ولا تعسروا ويقول للذين أرادوا التبتل والتفرغ للعبادة وصيام الدهر وقيام الليل وعدم تزوج النساء يقول أما والله إني لأخشاكم لله وأتقاكم له لكني أصوم وأفطر وأصلي وأرقد وأتزوج النساء فمن رغب عن سنتي فليس مني ويخفف عن أمته فيقول ليس من البر الصيام في السفر ويقول إن الدين يسر وما خير بين أمرين إلا اختار