يلبسون نعالا أو خفافا أياما يمشون حتى انتفخت فقاقيع مائية في أقدامهم ثم انفجرت فنقبت أقدامهم وتساقطت بعض أظفار أرجلهم لكن ما زال مقصدهم بعيدا لفوا على أرجلهم خرقا وقطعا من الأقمشة وساروا عليها لم تكن هذه حالة الستة نفر ولا حال الأشعريين فقط بل كانت تلك الحالة العامة بين المسلمين حين صارت الخرق في الأرجل سمة عامة فسميت سفرتهم هذه وغزوتهم تلك بغزوة ذات الرقاع
وشاء الله أن لا يكون قتال ورغم أن الخوف دب في المسلمين أمام أعدائهم حتى صلوا صلاة الخوف لكن الله كف أيدي الأعداء عنهم وبث في قلوبهم الرعب فتفرقوا وانصرفوا وعاد المسلمون بسلام
-[المباحث العربية]-
(خرجنا مع النبي صلى الله عليه وسلم) يقصد نفسه والأشعريين أو معشر الصحابة
(في غزاة) أصلها غزوة قلبت الواو ألفا بعد نقل حركتها إلى الساكن الصحيح قبلها فأصبحت ساكنة بعد فتح فقلبت ألفا
(ونحن ستة نفر) أي من الأشعريين يمثلون مجموعة في الجيش وهذا التعبير يرجح أن الضمير في خرجنا لجماعة الأشعريين لئلا يلزم تشتيت ضمائر جماعة المتكلمين
(بيننا بعير) أي واحد والبينية مراد بها الاشتراك في الاستخدام
(نعتقبه) أي يركبه بعضنا عقب ركوب البعض ويصدق بركوب اثنين اثنين وواحد واحد لكن الذي يؤدي إلى نقب الأقدام من طول المسافة وطول المشي أن يكون الاعتقاب واحدا واحدا
(فنقبت أقدامنا) نقبت بفتح النون وكسر القاف أي رقت وضعفت الطبقة الظاهرة من الجلد
(ونقبت قدماي) ذكر خاص بعد عام لمزيد عناية به أو لرفع إبهام البعضية في الأفراد أو في قدم دون قدم