٦٥ - عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال جمع النبي صلى الله عليه وسلم ناسا من الأنصار فقال إن قريشا حديث عهد بجاهلية ومصيبة وإني أردت أن أجبرهم وأتألفهم أما ترضون أن يرجع الناس بالدنيا وترجعون برسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بيوتكم قالوا بلى قال لو سلك الناس واديا وسلكت الأنصار شعبا لسلكت وادي الأنصار أو شعب الأنصار
-[المعنى العام]-
في رمضان على رأس ثمان سنين ونصف السنة من هجرته صلى الله عليه وسلم إلى المدينة فتحت له مكة بعد أن سار إليها في عشرة آلاف مسلم أقام بها خمسة عشر يوما ثم بلغه أن هوازن وثقيفا قد جمعوا جموعهم بواد يسمى حنين قريب من الطائف يريدون قتال رسول الله صلى الله عليه وسلم فسار بجموعه التي فتحت مكة بل تبعه كثير ممن قرب عهدهم بالإسلام من أهل مكة جيش لم يسبق له مثيل في كثرة عدده وعدده حتى أعجب المسلمون بكثرتهم وقال قائلهم لن نغلب اليوم من قلة ولم يحسبوا أن هوازن جمعت من الأعداء ضعف عددهم وأنهم أهل الأرض وأدرى بشعابها وأهل خبرة في الحرب وقوة وبأس لقد صفوا الخيل ثم المقاتلة ثم النساء من وراء ذلك ثم الغنم ثم النعم ثم أخذوا المسلمين على غرة ففر المؤلفة قلوبهم وتبعهم كثير من جيش المسلمين حتى قيل إنه لم يثبت مع النبي صلى الله عليه وسلم سوى أقل من مائة رجل فقال صلى الله عليه وسلم لعمه العباس ناد أصحاب الشجرة فنادى فرجع الناس وحملوا على المشركين فهزموهم واستاقوا السبي والغنم والنعم غنائم كثيرة يحتاج حصرها وتوزيعها إلى وقت طويل فأمر صلى الله عليه وسلم بجمعها وحفظها في الجعرانة وأقام عليها حرسا حتى يرجع هو وأصحابه من الطائف فلما عاد من الطائف أخذ يوزع غنائم حنين فقسمها بين قريش والمهاجرين ولم يعط الأنصار منها شيئا وفاز المؤلفة قلوبهم من مسلمي الفتح بأكبر نصيب، فقد أعطى أبا سفيان مائة من الإبل وأعطى صفوان بن