أمية مائة وأعطى عيينة بن حصن مائة وأعطى مالك بن عوف مائة وأعطى الأقرع بن حابس مائة وغيرهم أعطي مائة مائة. فغضب الأنصار وتكلموا فيما بينهم. قال أحدهم: هذه قسمة ما أريد بها وجه الله وقال آخر: إذا كانت الشدة ندعى لها، ويعطى الغنيمة غيرنا وقال ثالث والله إن هذا لهو العجب إن قريشا حديثة إسلام لم تحارب للدعوة بعد بل ما زالت سيوفنا تقطر من دمائهم لدفاعهم عن الكفر يعطون ولا نعطى؟ غفر الله لرسوله.
وبلغ كل ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فدعاهم في قبة ثم خطبهم فحمد الله وأثنى عليه ثم قال يا معشر الأنصار ما حديث بلغني عنكم أقلتم كذا وكذا قالوا نعم فقال أما والله لو شئتم لقلتم فصدقتم وصدقتم لو شئتم قلتم أتيتنا مكذبا فصدقناك ومخذولا فنصرناك وطريدا فآويناك وعائلا فواسيناك وخائفا فآمناك فقالوا بل المن علينا لله ولرسوله بماذا نجيبك يا رسول الله فقال إن قريشا حديثو العهد بالإسلام قريبو عهد بجاهلية وقريبو عهد بمصيبة وهزيمة في مكة وذل وصغار فأردت أن أجبرهم وأن أتألفهم أما يرضيكم أن ترجع قريش بالإبل والشاة وترجعون أنتم برسول الله قالوا بلى يا رسول الله قال فوالله لما تنقلبون به خير مما ينقلبون به قالوا رضينا يا رسول الله ولا حاجة لنا بالدنيا قال صلى الله عليه وسلم لو سلك الناس طريقا وسلك الأنصار طريقا آخر لسلكت طريق الأنصار ولولا الهجرة وفضلها لتمنيت أن أكون امرءا من الأنصار
-[المباحث العربية]-
(جمع النبي صلى الله عليه وسلم ناسا من الأنصار) في رواية فأرسل إلى الأنصار فجمعهم في قبة من أدم ولم يدع معهم غيرهم وفي رواية فدخل سعد بن عبادة فذكر له ما جال في نفوس قومه فقال له صلى الله عليه وسلم فأين أنت من ذلك يا سعد قال ما أنا إلا من قومي قال فاجمع لي قومك فخرج فجمعهم
(إن قريشا حديث عهد بجاهلية ومصيبة) في بعض الروايات حديثو