عهد بالجمع أي قريبون من الجاهلية وقريبون من هزيمتهم وفتح بلادهم وقتل أقاربهم في سابق الغزوات
(وإني أردت أن أجبرهم) بفتح الهمزة وسكون الجيم وضم الباء من الجبر ضد الكسر وفي رواية أجيزهم بضم الهمزة وكسر الجيم بعدها ياء فزاي أي أعطيهم وأثيبهم
(أما ترضون) الهمزة للاستفهام التقريري أي حمل المخاطبين على الإقرار بما بعد النفي أي ارضوا ليقولوا رضينا وقد قالوها فعلا فقد جاء في رواية أنهم قالوا يا رسول الله قد رضينا وفي روايتنا قالوا بلى
(أن يرجع الناس بالدنيا) المراد من الناس من أعطوا من الغنائم من قريش والمراد من الدنيا الغنيمة وفي رواية بالشاة والبعير وفي رواية أن يذهب الناس بالأموال
(وترجعون برسول الله إلى بيوتكم) وفي رواية تحوزونه إلى بيوتكم
(لو سلك الناس واديا وسلكت الأنصار شعبا) الوادي هو المكان المنخفض وقيل الذي فيه ماء والشعب بكسر الشين اسم لما انفرج بين جبلين وقيل الطريق في الجبل
-[فقه الحديث]-
تطلق المؤلفة قلوبهم شرعا على ناس أسلموا إسلاما ضعيفا وعلى كفار قريبين من الإسلام وعلى مسلمين لهم أتباع كفار ليتألفوهم وعلى مسلمين أول ما دخلوا في الإسلام ليتمكن الإسلام من قلوبهم قال الحافظ ابن حجر والمراد هنا الأخير لقوله في بعض الروايات فإني أعطي رجالا حديثي عهد بكفر أتألفهم وظاهر الحديث أن العطية التي أعطاها قريشا كانت من جميع الغنيمة وقال القرطبي الإجراء على أصول الشريعة يفيد أن العطاء المذكور كان من الخمس فقد روي أنه صلى الله عليه وسلم قال للأعرابي في هذه الغزوة ما لي مما أفاء الله عليكم إلا الخمس والخمس مردود فيكم