للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(واستخلف عليا) على المدينة أي جعله خلفا له يحكم ويقضي ويؤم ويرعى المصالح ويحمي الذمار مدة غيابه

(أتخلفني في النساء والصبيان) الاستفهام إنكاري عتابي بمعنى نفي الانبغاء أي لا ينبغي ذلك أو للتحسر أي أتألم وأتحسر من ذلك لأني أحب الجهاد وأقدر عليه وأنا أهل له

(ألا ترضى) الاستفهام تقريري أي قر بأنك ترضى

(أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى) في استخلاف موسى له فترة غيابه عن قومه في حياته لا بعد مماته

(إلا أنه ليس نبي بعدي) الاستثناء منقطع والضمير في أنه ضمير الحال والشأن والجملة بعده خبر أن والمقصود بالجملة الاحتراس ورفع الإيهام

-[فقه الحديث]-

تمسكت الشيعة بهذا الحديث كدليل على أن الخلافة من بعده صلى الله عليه وسلم كان لعلي بن أبي طالب وزادوا أنه صلى الله عليه وسلم وصى له بها في آخر حياته وأساءوا إلى أبي بكر وعمر على أنهما اغتصباها وأساءوا إلى المسلمين الذين بايعوهما بل أساء بعضهم إلى علي نفسه لأنه سكت عن حقه ولم يدافع عنه

ولا حجة لهم في الحديث لأن هارون المشبه به لم يكن خليفة بعد موسى لأنه توفي قبله بنحو أربعين سنة إذن وجه الشبه الاستخلاف زمنا ما في غيبته في حياته

ويستند الشيعة أيضا إلى حديث رواه الحاكم في الإكليل أنه حين استخلفه صلى الله عليه وسلم قال له يا علي اخلفني في أهلي واضرب وخذ وعظ ثم دعا صلى الله عليه وسلم نساءه وقال اسمعن لعلي وأطعن وهذا الحديث مرسل لا يحتج به

<<  <  ج: ص:  >  >>