٧٣ - عن أنس رضي الله عنه قال: قال عمر رضي الله عنه وافقت الله عز وجل في ثلاث أو وافقني ربي في ثلاث قلت يا رسول الله لو اتخذت مقام إبراهيم مصلى وقلت يا رسول الله يدخل عليك البر والفاجر فلو أمرت أمهات المؤمنين بالحجاب فأنزل الله آية الحجاب قال وبلغني معاتبة النبي صلى الله عليه وسلم بعض نسائه فدخلت عليهن قلت إن انتهيتن أو ليبدلن الله رسوله صلى الله عليه وسلم خيرا منكن حتى أتيت إحدى نسائه قالت: يا عمر أما في رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يعظ نساءه حتى تعظهن أنت فأنزل الله {عسى ربه إن طلقكن أن يبدله أزواجا خيرا منكن مسلمات} الآية
-[المعنى العام]-
من المعلوم أن القرآن الكريم نزل مفرقا الآية بل جزء الآية والآيات دون العشر وما فوقها إلى السورة الكبيرة بتمامها وكان نزوله في الجملة حسب الظروف والمناسبات وحاجة المجتمع وكان عمر بن الخطاب في ذكائه ورؤيته البعيدة يرى المناسبة فيجري على لسانه ما تحتاجه هذه المناسبة من أحكام فينزل الوحي بالحكم والآية فيصادف ما قاله عمر موافقات تشير إلى صفاء النفس وإلهامها وإلى بصيرة نافذة عدها بعض العلماء وأوصلوها عشرا أو ما يزيد وهنا يتحدث عمر بنفسه عن ثلاث منها هي موافقة من عمر لما ثبت في اللوح المحفوظ من قرآن وموافقة من آيات القرآن عند نزولها لما ظهر من قبل على لسان عمر فقد وافق قول ربه وقول ربه عند نزوله وافق ما نطق به