المشدودة بالعقال وهو الحبل الذي يشد في ركبة البعير بعد ثني الساق على الفخذ قاعدا وبه لا يستطيع القيام
(إن عاهد عليها أمسكها وإن أطلقها ذهبت) وفي رواية لمسلم "إن تعاهدها صاحبها فعقلها أمسكها وإن أطلق عقالها ذهبت" تعاهد الإبل وعقل الإبل قد يراد به إحداث ذلك بعد أن لم يكن وقد يراد به استمرار ذلك وتعاهد القرآن كذلك قد يرد به إنشاء القراءة والحفظ وقد يراد به استمرار القراءة ومداومة الحفظ والظاهر -مع صحة الأمرين- أن المراد هنا الاستمرار لذا وضع البخاري الحديث تحت عنوان باب استذكار القرآن وتعاهده أي طلب ذكره وتجديد العهد بملازمته وهذه الجملة بيان لوجه الشبه
والتشبيه في الحديث تشبيه مركب بتشبيه القرآن بالإبل وقارئه بصاحب الإبل وتشبيه المذاكرة والتلاوة بمداومة العقل والحفظ بالإمساك والنسيان بالإطلاق ويصح أن يكون تشبيه تمثيل أي تشبيه هيئة صاحب القرآن مع القرآن من حيث التعاهد أو عدمه بهيئة صاحب الإبل مع الإبل من هذه الحيثية بجامع الإمساك عند التعاهد والانفلات عند الإهمال
-[فقه الحديث]-
قال القاضي عياض ألف التلاوة أعم من أن يألفها صاحب القرآن نظرا من المصحف أو عن ظهر قلب فإن الذي يداوم على ذلك يذل له لسانه ويسهل عليه قراءته فإذا هجره ثقلت عليه القراءة وشقت عليه اهـ
ويؤكد هذا المعنى حديث البخاري "استذكروا القرآن فإنه أشد تفصيا أي تفلتا من صدور الرجال من النعم"
وقال ابن بطال هذا الحديث يوافق الآيتين قوله تعالى {إنا سنلقي عليك قولا ثقيلا} وقوله تعالى {ولقد يسرنا القرآن للذكر} فمن أقبل عليه بالمحافظة والتعاهد يسر له ومن أعرض عنه تفلت منه اهـ