للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وفي ذلك تعطيل للمصالح وإخلال بنظام الحياة وقيل المراد من صفر المنفي ما كانت العرب تعتقده من أن منشأ الألم الذي يشعر به الجائع هو وجود حية عظيمة في بطنه تنهش من أحشائه وأضلاعه فأبان لهم صلى الله عليه وسلم أن هذا خرف لا يليق بالعاقل ولا مانع من إرادة الأمرين معا حيث كانا معروفين عند العرب

٤ - وقد زاد مسلم "ولا غول" وكانت العرب تعتقد أن الغيلان في الفلوات تتراءى للناس وتتلون لهم وتتشكل بأشكال مختلفة لتخيفهم وتضلهم عن الطريق فتهلكهم وزاد النسائي "ولا تولة" بكسر التاء وفتح الواو وهي ما كان يزعمه العرب من كل ما يحبب المرأة إلى زوجها من السحر وغيره كالخرزة التي تحملها المرأة لذلك

٥ - بقي إشكال ناشئ من أمره صلى الله عليه وسلم بالفرار من المجذوم مع أنه روي عنه أنه أخذ بيد مجذوم فأدخلها معه في القصعة ثم قال "كل باسم الله وثقة بالله وتوكلا عليه" وأجيب بأن حديث الأخذ بيد المجذوم رواه أبو داود فلا يقاوم حديث الباب والمعارضة لا تكون إلا مع التساوي والأولى أن يقال أن الرسول أراد الرد على ما كانت الجاهلية تعتقده فأبطله بالأكل معه ليثبت أن الفاعل الحقيقي هو الله ونهاهم عن الدنو منه ليبين أن هذا من الأسباب التي أجرى الله العادة بأنها تفضي إلى مسبباتها ففي نهيه إثبات الأسباب وفي فعله إشارة إلى عدم استقلالها

-[ويؤخذ من الحديث: ]-

١ - إبطال المعتقدات الفاسدة بوجود أشياء لا حقيقة لها

٢ - نفي ترتب الآثار والنتائج على الأمور الخيالية.

<<  <  ج: ص:  >  >>