للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

٨١ - حدثنا محمد بن يوسف، وعبد العزيز بن عباد، قال: ثنا أبو قرة، قال: ذكر سفيان، عن عبيد الله بن عبد الله بن مَوْهَبٍ، عن علي بن الحسين، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «سِتَّةٌ لَعَنْتُهُمْ، ولَعَنَهُمُ اللهُ، وَكُلُّ نَبِيٍّ مُجَابٌ: الزَّائِدُ في كتاب الله، وَالْمُكَذِّبُ بِقَدَر ِالله والْمُتسَلَّطُ بِالْجَبَرُوتِ لِيُذِلَّ مَنْ أَعَزَّ اللهُ وَيُعِزَّ مَنْ أَذَلَّ اللهُ، والتَّارِكُ لِسُنَّتِي، وَالْمُسْتَحِلُّ مِنْ عِتْرَتِي ما حرم الله، وَالْمُسْتَحِلُّ في حرم الله عز وجل» (١).


(١) ـ ضعيف، عبيد الله بن عبد الله بن موهب، ليس بالقوي، وقد اختلف فيه عليه، ورجح الترمذي وأبو زرعة هذا الوجه المرسل - رواية المصنف-وللحديث شواهد ضعيفة جدا لا يصح منها شيء كما سيأتي بيانه. وقد اختلف فيه على الثوري:
فأخرجه الفاكهي في "أخبار مكة" (١٤٨٥) من طريق عبد الله بن الوليد، والطحاوي في "مشكل الآثار" (٩/ ٨٦) من طريق عبد الملك بن مروان، وابن بطة في "الإبانة" (١٥٣٢/كتاب القدر)، وابن بشران في "أماليه" (٢٣٣) من طريق أبي أسامة، والبيهقي في "القضاء والقدر" (٤٢٤) من طريق أبي نعيم، جميعهم (عبد الله، وعبد الملك، وأبو أسامة، وأبو نعيم) عن سفيان الثوري عن عبيد الله بن عبد الرحمن بن موهب قال: سمعت علي بن الحسين، مرسلا. كرواية المصنف.
وخالفهم جميعا الفريابي وحصين بن مخارق فأسنداه، فقد أخرجه الحاكم (٢/ ٥٢٥) من طريق محمد بن يوسف الفريابي، وابن الجوزي في "العلل المتناهية" (٢٢٢) من طريق حصين بن مخارق، كلاهما عن الثوري، عن عبيد الله بن موهب، عن علي بن الحسين، عن أبيه، عن جده علي أبي أبي طالب، به.
وخالفهم أبو قتادة الحراني، فأخرجه الخطيب في "المتفق والمفترق" (١/ ٢١٤) من طريقه عن سفيان الثوري عن زيد بن علي بن الحسين عن أبيه عن الحسين بن علي عن علي، به. قال الخطيب: قال أبو الحسن - يعني الدارقطني-هذا حديث غريب من حديث الثوري عن زيد بن علي بن الحسين تفرد به أبو قتادة الحراني عنه وما كتبناه إلا من هذا الوجه.
وخالفهم شعيب بن محمد الهمداني، فأخرجه الخطيب في "تلخيص المتشابه" (١/ ٢٣١) من طريقه عن سفيان الثوري عن جابر الجعفي عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لعن الله الزائد في كتاب الله، والمستحل من عترتي ما حرم الله عز وجل.
قلت: شعيب هذا مجهول الحال، وكذا الإسناد إليه باطل لا يصح، ورواية الجماعة الثقات المتقدمة عن الثوري أرجح من هذه الأوجه. ورواه عبد الرحمن بن أبي الموالي عن ابن موهب واختلف عليه:
فأخرجه الأزرقي في "أخبار مكة" (٢/ ١٢٦) من طريق عبد الملك بن إبراهيم، والترمذي (٢١٥٤)، وابن حبان (٥٧٤٩)، والطبراني في "الكبير" (٣/رقم ٢٨٨٣)، وفي "الأوسط" (١٦٦٧)، وفي "الدعاء" (٢٠٩٠)، وابن بطة في "الإبانة" (١٥٣١/كتاب القدر)، والحاكم (١/ ٣٦)، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (١٨٠٠)، والهروي في "ذم الكلام" (١٣٥٥) من طريق قتيبة بن سعيد، وابن أبي عاصم في "السنة" (٤٤ و ٣٣٧) من طريق معلى بن منصور، والطحاوي في "شرح المشكل" (٩/ ٨٤)، والهروي في "ذم الكلام" (١٣٥٥) من طريق عبد الله بن وهب، جميعا (عبد الملك، وقتيبة، ومعلى، وابن وهب) عن عبد الرحمن بن أبي الموالي عن عبيد الله بن عبد الرحمن بن موهب، عن عمرة، عن عائشة، ترفعه. إلا أنه وقع عند الأزرقي عبد الله بدل عبيد الله. قال الترمذي: هكذا روى عبد الرحمن بن أبي الموالي هذا الحديث، عن عبيد الله بن عبد الرحمن بن موهب، عن عمرة، عن عائشة، عن النبي صلى الله عليه وسلم، ورواه سفيان الثوري، وحفص بن غياث، وغير واحد، عن عبيد الله بن عبد الرحمن بن موهب، عن علي بن حسين، عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلا وهذا أصح. اهـ. وقال أبو زرعة: حديث ابن أبي الموالي خطأ؛ والصحيح: حديث عبيد الله بن عبد الرحمن بن موهب، عن علي بن الحسين، عن النبي، مرسل. وانظر: "العلل" لابن أبي حاتم (١٧٦٧).
وخالفهم جميعا إسحاق بن محمد الفروي، فزاد واسطة بين ابن موهب وعمرة، فأخرجه الفاكهي في "أخبار مكة" (١٤٨٤)، والطحاوي (٩/ ٨٥ ـ ٨٦)، وابن مردويه في "أماليه" (٢٩) من طريق إسحاق بن محمد الفروي، عن عبد الرحمن بن أبي الموالي، عن عبيد الله بن موهب، عن أبي بكر بن محمد، عن عمرة، عن عائشة، ترفعه.
قلت: والفروي صدوق لكنه ذهب بصره وساء حفظه وصار يتلقن، وقد خالف جماعة فروايته هذه منكرة. وله طرق أخر:
وأخرجه الفاكهي (١٤٨٦) من طريق سفيان بن عيينة، عن رجل، عن علي بن الحسين، مرسلا. وأخرجه الرافعي في "التدوين" (٤/ ٧٥) معلقا من طريق هشام بن سعد، عن ابن وهب، عن علي بن الحسين، عن علي بن أبي طالب، به. وهشام صدوق له أوهام. وأخرجه المخلص في "المخلصيات" (٢٠١٥)، وابن الجوزي (٢٢١) من طريق زيد بن علي، عن أبيه، عن جده، عن علي بن أبي طالب، به.
قلت: والإسناد إليه باطل، ففي طريق المخلص: ابن سمعان، عبيد الله بن زياد، متهم بالكذب، وفي طريق ابن الجوزي: حصين بن مخارق، متهم بالوضع. وللحديث شاهدان من حديث عبد الله بن عباس، وعمرو بن سَعْوَى.
فأما حديث عبد الله بن عباس: فأخرجه ابن حبان في "المجروحين" (١/ ١٥٤)، وابن عدي في "الكامل" (١/ ٣٣٦) عن أحمد بن العباس الهاشمي عن يحيى بن حبيب بن عربي ثنا روح بن عبادة عن سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن سعيد بن جبير عن بن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أربعة لعنتهم ولعنهم الله وكل نبي مجاب الزائد في كتاب الله عز وجل والمكذب بقدر الله عز وجل والمتعزز بالجبروت ليذل من أعز الله ويعز من أذله الله والمستحل من عترتي ما حرم الله.
قلت: ذكره ابن حبان وابن عدي في ترجمة أحمد بن العباس الهاشمي هذا وقال ابن حبان: يقلب الأخبار ويهم في الآثار الوهم الفاحش والقلب الوخش لا يحل الاحتجاج به بحال سألته أن يملي علي فأملى علي أحاديث أكثرها مقلوبة من ذلك - وذكر الحديث -. وقال ابن عدي: منكر بذلك الإسناد.
وأما حديث عمرو بن سَعْوَى: فأخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" (١٧/رقم ٨٩) - وعنه أبو نعيم في "معرفة الصحابة" (٥١٢٦) -عن أحمد بن رشدين المصري عن أبي صالح الحراني عن ابن لهيعة عن عياش بن عباس العتباني عن أبي معشر الحميري عن عمرو بن سعواء اليافعي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: سبعة لعنتهم، وكل نبي مجاب، الزائد في كتاب الله، والمكذب بقدر الله، والمستحل حرمة الله، والمستحل من عترتي ما حرم الله، والتارك لسنتي، والمستأثر بالفيء، والمتجبر بسلطانه ليعز من أذل الله ويذل من أعز الله.
قلت: وهذا موضوع، شيخ الطبراني متهم بالوضع، وابن لهيعة ضعيف، وأبو معشر مجهول الحال.

<<  <   >  >>