ومما يزيد من أهمية كتابنا هو أنه يحتوي على أحاديث وآثار، وإن كانت ليست بالكثير كما سبق، لكن الأهمية ترجع لكونه يرويها إليك بالسند؛ لمعرفة السقيم من الصحيح، والجندي رحمه الله من الرواة لكتاب السنن لأبي قرة موسى بن طارق الجندي، وقد أسند من طريق أبي قرة عدة أحاديث وآثار قد أشرفت على ثلث أحاديث كتاب الجندي هذا، وقد روى أيضا من طريق عثمان بن ساج صاحب أخبار مكة بضعة آثار أيضًا، وقد استفاد جماعة من الأئمة والعلماء الكبار من النقل عن كتاب الجندي هذا، وهو أمر يبرز لنا أهمية الكتاب كما سيأتي في فصل توثيق نسبة الكتاب لمؤلفه.
وقد من الله عليّ حيث وفقني إلى الوقوف على نسخة خطية للكتاب أهداها إلي أحد الإخوة الأفاضل، وهي مصورة ضوئية من مصورات ومحفوظات إحدى المكتبات بالسند، لم يظهر عليها عنوان الكتاب ولا تاريخ نسخه فهي نسخة منقولة عن أصل، ولكن عند النظر في إسناد رواة الكتاب، وفي أبوابه وشيوخه وأحاديثه وآثاره، وتخريجي لمادته تبين لي أنها لأبي سعيد الجندي رحمه الله، كما سيأتي في فصل: توثيق نسبة