٨ - حدثنا سعيد، حدثنا سفيان: عن ابن جريج، عن محمد بن قيس عن قيس بن مخرمة قال:«خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: إن أهل الجاهلية كانوا يدفعون من عرفة حين تكون الشمس كأنها عمائم الرجال في وجوههم قبل أن تغرب، ومن المزدلفة بعد أن تطلع الشمس حين تكون كأنها عمائم الرجال في وجوههم، وإنا لا ندفع من عرفة حتى تغرب الشمس، وندفع من المزدلفة قبل أن تطلع الشمس، هدينا مخالف لهدي أهل الأوثان والشرك»(١).
(١) "جامع الآثار" (٦/ ٨٢)، وقال: فذكره مرسلا، وهو أشهر. واللفظ هنا للشافعي كما عزاه ابن ناصر وأحال عليه رواية الجندي. وقد أخرجه ابن أبي حاتم في "تفسيره" (٩٢٢٨) من طريق محمد بن يحيى بن أبي عمر العدني، عن سفيان بن عيينة، به. وأخرجه الشافعي في "مسنده" (٩٩٦/سنجر) -ومن طريقه البيهقي في "معرفة السنن والآثار" (١٠١٢٠) -عن مسلم بن خالد، وابن أبي شيبة (١٥٤١٦) عن يحيى بن أبي زائدة، وأبو داود في "المراسيل" (١٤٣)، وابن جرير الطبري في "تفسيره" (١١/ ٣٢٤)، من طريق عبد الله بن إدريس، وابن جرير الطبري في "تفسيره" (١١/ ٣٢٣) من طريق محمد بن بكر، وابن حزم في "حجة الوداع" (٥٤٤) من طريق محمد بن عبد الله الأنصاري، جميعهم (مسلم بن خالد، وابن أبي زائدة، وابن إدريس، ومحمد بن بكر، والأنصاري) عن ابن جريج، به. مرسلا. وابن جريج مدلس وقد جاءت رواية ابن أبي شيبة وابن حزم مبينة لذلك، فعند ابن أبي شيبةقال: أخبرت عن ابن جريج، وعند ابن حزم رواه ابن جريج: عن رجل عن محمد بن قيس. وخالفهم جميعا عبد الوارث بن سعيد فأسنده، فأخرجه الطبراني (٢٠/رقم ٢٨)، والحاكم (٢/ ٢٧٧ و ٣/ ٥٢٣) - وعنه البيهقي (٥/ ١٢٥) -من طريق عبد الوارث بن سعيد عن ابن جريج عن محمد بن قيس بن مخرمة عن المسور بن مخرمة، يرفعه. صححه الحاكم ووافقه الذهبي، وليس كذلك فالإسناد ظاهره الصحة لكن عبد الوارث خالف جماعة من الثقات ولعله سلك فيه الجادة، ورواية الجماعة أرجح من هذه؛ لذا أشار ابن ناصر بأن المرسل أشهر.