للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

٦٤ - حدثنا ابن أبي بزة، ثنا إسماعيل بن يعقوب الزهري، قال: أخبرني إبراهيم بن محمد بن عبد العزيز، عن أبيه، عن ابن شهاب الزهري، قال: «قدم أصيل الغفاري قبل أن يضرب الحجاب على أزواج -النبي صلى الله عليه وسلم -فدخل على أم المؤمنين عائشة، فقالت له: أَصِيلُ كيف عَهِدْتَ مكة؟ قال: عهدتها قد أَخْصَبَ جِنَابُهَا، وَابْيَضَّتْ بَطْحَاؤُهَا، فقالت: أقم حتى يأتيك رسول الله -صلى الله عليه وسلم -فلم يلبث أن دخل رسول الله -صلى الله عليه وسلم -فقال له: يا أصيل كيف عهدت مكة؟ قال عهدتها والله قد أَخْصَبَ جِنَابُهَا، وَابْيَضَّتْ بَطْحَاؤُهَا، وَأَغْدَقَ سَلَمُهَا، وإِذْخِرُهَا، وَأُسْلِتَ ثُمَامُهَا، وَأَمَشَّ سَلَمُهَا، قال: حسبك يا أصيل لا تُحْزِنَّا». يعني بقوله: أَمَشَّ سَلَمُهَا: يعني نَوَامِيَهُ الرَّخْصَةَ (١).


(١) سنده ضعيف جدا، إسماعيل مجهول الحال، وإبراهيم متروك الحديث وأبوه ضعيف، وقد روي من طرق أخر لا يصح منها شيء كما سيأتي. ونقله ابن ناصر الدين في "جامع الآثار" (٥/ ٣٧١) عن المصنف سندا ومتنا. وقد أخرجه الأزرقي في "أخبار مكة" (٢/ ١٥٥) - ومن طريقه الخطابي في "غريب الحديث" (١/ ٢٧٨) -عن هارون بن أبي بكر عن إسماعيل بن يعقوب الزهري، به. وأخرجه ابن أبي الدنيا في "المطر والرعد والبرق" (٨٠) -ومن طريقه أبو الشيخ في "العظمة" (٧٤٩) وتصحف عنده-من طريق محمد بن عمر مولى أسلم عن حزام بن هشام عن أبيه، فذكره.
قلت: محمد بن عمر هو الواقدي متروك؛ وأخرجه الأزدي في"المخزون" (ص ٤٧) من طريق بُدَيْحٍ قال: قدم أصيل الهذلي ... فذكره مختصرا. وقال: هذا حديث لا يخرج إلا من حران، ولا أحفظ رواه إلا عبد الله بن معية الحراني. وفي سند من لم أقف على ترجمته ومن لم أجد فيه جرحا أو تعديلا. ومن هذا الطريق أخرجه أبو موسى المديني في "ذيله" - كما في "الإصابة" (١/ ١٩٠) - إلا أنه وقع عنده عبد الله بن سعيد بدلا من عبد الله بن معية، والظاهر أنه الصواب، ولعله عبد الله بن سعيد بن عبد الملك فهذه طبقته. وأخرجه الربعي في "المنتقى من أخبار الأصمعي" (٢٩) - ومن طريقه ابن الجوزي في "مثير العزم الساكن إلى أشرف الأماكن" (١/ ١٠٤) عن أبي بكر الهذلي، عن رجال من قومه:
أن أصيل الهذلي قدم ... فذكره.
وأبو بكر الهذلي إخباري متروك وهو مرسل أيضا والإسناد إليه لا يصح. وروي من وجه أخر، فأخرج ابن الأعرابي في "معجمه" (٢٤٠٨) - ومن طريقه الخطابي في "غريب الحديث" (١/ ٤٩٤)، وابن عساكر في "تاريخه" (٦/ ١٣١) - من طريق أبي بكر الضبي وعبد القدوس بن حبيب عن الحسن قال: لما قدم أبان بن سعيد بن العاص على رسول الله صلى الله عليه، فقال: «يا أبان، كيف تركت أهل مكة؟ » قال: تركتهم وقد جيدوا، يعني المطر، وتركت الإذخر وقد أغدق، وتركت الثمار وقد جاص قال: فاغرورقت عينا النبي صلى الله عليه وقال: «أنا أفصحكم، ثم أبان بعدي» قال الحسن: فكان أبان يقرأ هذا الحرف، «وقالوا أئذا صللنا في الأرض»، أي مكنا
قلت: وهو إسناد باطل، أبو بكر الضبي متهم بالوضع وعبد القدوس متروك.

<<  <   >  >>