قلت: محمد بن عمر هو الواقدي متروك؛ وأخرجه الأزدي في"المخزون" (ص ٤٧) من طريق بُدَيْحٍ قال: قدم أصيل الهذلي ... فذكره مختصرا. وقال: هذا حديث لا يخرج إلا من حران، ولا أحفظ رواه إلا عبد الله بن معية الحراني. وفي سند من لم أقف على ترجمته ومن لم أجد فيه جرحا أو تعديلا. ومن هذا الطريق أخرجه أبو موسى المديني في "ذيله" - كما في "الإصابة" (١/ ١٩٠) - إلا أنه وقع عنده عبد الله بن سعيد بدلا من عبد الله بن معية، والظاهر أنه الصواب، ولعله عبد الله بن سعيد بن عبد الملك فهذه طبقته. وأخرجه الربعي في "المنتقى من أخبار الأصمعي" (٢٩) - ومن طريقه ابن الجوزي في "مثير العزم الساكن إلى أشرف الأماكن" (١/ ١٠٤) عن أبي بكر الهذلي، عن رجال من قومه: أن أصيل الهذلي قدم ... فذكره. وأبو بكر الهذلي إخباري متروك وهو مرسل أيضا والإسناد إليه لا يصح. وروي من وجه أخر، فأخرج ابن الأعرابي في "معجمه" (٢٤٠٨) - ومن طريقه الخطابي في "غريب الحديث" (١/ ٤٩٤)، وابن عساكر في "تاريخه" (٦/ ١٣١) - من طريق أبي بكر الضبي وعبد القدوس بن حبيب عن الحسن قال: لما قدم أبان بن سعيد بن العاص على رسول الله صلى الله عليه، فقال: «يا أبان، كيف تركت أهل مكة؟ » قال: تركتهم وقد جيدوا، يعني المطر، وتركت الإذخر وقد أغدق، وتركت الثمار وقد جاص قال: فاغرورقت عينا النبي صلى الله عليه وقال: «أنا أفصحكم، ثم أبان بعدي» قال الحسن: فكان أبان يقرأ هذا الحرف، «وقالوا أئذا صللنا في الأرض»، أي مكنا قلت: وهو إسناد باطل، أبو بكر الضبي متهم بالوضع وعبد القدوس متروك.