للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فلم يجد ما يقذفها به سوى كلمات الطلاق.

فلما ذهبت عنه السكرة وجاءت الفكرة، جاءني يلتمس حكم الله في الطلاق!!

جاءت معه لأنها لا تثق في إخباره، وكثرا أولئك الذين يكذبون على العلماء في مثل هذه القضايا. هكذا لعمل الخمر في عقول شاربيها إن بقيت فيهم عقول.

وأجاب الشيخ:

من رحمة الله أن حرم الخمر، فالخمر مهلكة للعقل ولخلايا المخ وشبكة الأعصاب.

والدارس لخلايا الجسم يرى أن خلايا الجسم كلها تتغير كل عدة سنوات إلا خلايا المخ والأعصاب تبقى تالفة حتى يموت.

وأنت يا بنيتي قد أحسنت صنعا، وذلك على رجحان عقلك.

فحفظ الشرع الحكيم لك زوجك، ولم يقع الطلاق، فالرأي الراجح أن طلاق السكران لا يقع.

لا يقع طلاق السكران لأنه لا يعلم ماذا يقول!

(لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى حَتَّى تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ) .

وسيدنا حمزة - رضي الله عنه - وقبل تحريم الخمر - سكر فبقر بطن البعير فلما عاتبه النبي - صلى الله عليه وسلم - ثمل حمزة واحمرت عيناه - أي غلبه الشراب.

فقال: هل أنتم إلا عبيد لآبائي؟ فعلم النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه ثمل فخرج معه.

وقد أفتى سيدنا عثمان بن عفان - رضي الله عنه - بعدم وقوع طلاق السكران، وأفتى ابن عباس - رضي الله عنهما - بذلك، ورجع الإمام أحمد إلى هذا الرأي.

واستلوا على عدم وقوع طلاق السكران بالآية الكريمة السابقة، وبأن النبي - صلى الله عليه وسلم - لم يطلب من حمزة - رضي الله عنه - أن يجدد إسلامه لقوله في سكره - أنتم عبيد أبي، ولانتفاء القصد.

فارجعي بزوجك فالطلاق لم يقع.

<<  <   >  >>