إسماعيل به. وقال: غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه (١)
قلت: ولا يعرف لزيد مولى النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عنه سواه. (الأنفال: ١٦)
٤٠٤ - عن حكيم بن حزام قال: لما كان يوم بدر، سمعنا صوتا وقع من السماء، كأنه صوت حصاة وقعت في طست، ورمى رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تلك الرمية، فانهزمنا.
غريب من هذا الوجه. (الأنفال: ١٧)
٤٠٥ - وهاهنا قولان آخران غريبان جدا.
أحدهما: قال ابن جرير: ... حدثنا عبد الرحمن بن جبير؛ أن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يوم ابن أبي الحقيق بخيبر، دعا بقوس، فأتى بقوس طويلة، وقال: "جيئوني غيرها". فجاؤوا بقوس كبداء، فرمى النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الحصن، فأقبل السهم يهوي حتى قتل ابن أبي الحقيق، وهو في فراشه، فأنزل الله عز وجل: {وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمَى}
وهذا غريب، وإسناده جيد إلى عبد الرحمن بن جبير بن نفير، ولعله اشتبه عليه، أو أنه أراد أن الآية تعم هذا كله، وإلا فسياق الآية في سورة الأنفال في قصة بدر لا محالة، وهذا مما لا يخفى على أئمة العلم، والله أعلم. (سورة الأنفال: ١٧)
٤٠٦ - والثاني: روى ابن جرير أيضا، والحاكم في مستدركه، بإسناد صحيح إلى سعيد بن المسيب والزهري أنهما قالا: أنزلت في رمية رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يوم أحد أُبَي بن خلف بالحربة وهو في لأمته، فخدشه في ترقوته، فجعل يتدأدأ عن فرسه مرارا، حتى كانت وفاته [بها] بعد أيام، قاسى فيها العذاب الأليم، موصولا بعذاب البرزخ، المتصل بعذاب الآخرة.
وهذا القول عن هذين الإمامين غريب أيضا جدا، ولعلهما أرادا أن الآية تتناوله بعمومها، لا أنها نزلت فيه خاصة كما تقدم، والله أعلم. (الأنفال: ١٧)
٤٠٧ - وقوله تعالى: {وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ} قال ابن عباس: يحول بين المؤمن وبين الكفر، وبين الكافر وبين الإيمان.
رواه الحاكم في مستدركه موقوفا، وقال: صحيح ولم يخرجاه. ورواه ابن مَرْدُوَيه من وجه آخر مرفوعا ولا يصح
(١) المعجم الكبير (٥/ ٨٩) وسنن أبي داود برقم (١٥١٧) وسنن الترمذي برقم (٣٥٧٧).