للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

الحكومة مع سائر إخوانه من المعهد إلي كلية الشريعة- سنة ١٩٧٥ م

[٣ - حياته الاجتماعية]

وتقلد المؤلف مهمة تصنيف الكتب في مكتبة القديمة لمحمد راشد أفندي القيصري الكاتب في الديوان العثماني ثم وزير الخارجية، وهى مكتبة مشهورة وفيرة بكثير من التراث الإسلامي من الكتب العربية والتركية والفارسية من المخطوطات والمطبوعات في شتى المجالات وخاصة في العلوم الدينية العالية والآلية والأدبية والتاريخية. وبعد مدة قليلة ارتفع إلي مناصب مختلفة من منصب الرياسة في المكتبة ومديرية الفرع أصالة والمديرية الرئيسية نيابة فعلى هذا المنوال عمل المؤلف هنا في مناصب مختلفة وعاش مع الكتب نحو ثلاثين سنة حياة طيبة بالممارسة فيها حتي تقاعد عن مهنته الرسمية في هذه المكتبة الكبيرة سنة ١٩٩٨ م.

نعم إن تقلد المؤلف هذه الوظيفة في هذه المكتبة الكبيرة هى النقطة الميلادية الثانوية في حياته الدراسية بل له أثر كبير في حياته العلمية، لأنه قد اهتز أمامه فرصة كبيرة في مطالعة الكتب ودراسات العلوم في نطاق حياته الأدبية وهو في نفس الوقت يشعر بأن الوظيفة في هذه المكتبة لأمثاله كنز لا يوجد. ضمن ناحية يدارس ليلا ونهارا كتابا بعد كتاب ومن ناحية أخرى يعين كلّ من يراجع إلي المكتبة للدراسة في مواضع مختلفة من الطلاب والأساتيذ وغيرهم. نعم كما كان المؤلف متمسكا بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم في حياته الإعتقادية والعملية كان متمسكا ومعتصما بسنته في حياته الأخلاقية والاجتماعية أيضا بل يودّ مؤمن متق أن يتخذه أسوة حسنة في جميع مجالات الحياة. فلذالك كان لا يفقد من ناصيته نور السرور ولا من جبهته طلاقة الوجه ولا من بين شفتيه نور الابتسام، وكان ذا كرم وتواضع وأدب وحياء، وكان معاونة الإنسان آيا كان بحسب الإمكان لاسيما في العلوم الإسلامية والأدبية والفنون المدنية من غرائز أخلاقه العالية، لا يدري أن يعادي أحدا أو يتخذه عدوا وكان من مضحى المحبة والمودة الذين لا يرون فرصة للخصومة والعداوة للناس لأجل المنافع الدنيوية الفانية العاجلة الخسيسة ولا يفرقون بين أحد من عباده للمنافع الشخصية.

[٤ - ما قيل في حق المؤلف]

ثقبت شهرة المؤلف حدود مسقط رأسه ومنشأ حياته في وسط آناضولي منتشرة في الجوامع ومحافل العلم والثقافة خطوة بعد خطوة بواسطة التأليفات والتصنيفات باللغة التركية داخل الجمهورية التركية حتي ذاعت تلك الشهرة خارج المملكة بطريق "موسوعة الطبّ النبوي" و" معجم التراث الإسلامي" أو "معجم المخطوطات والمطبوعات العربية والتركية والفارسية في مكتبات العالَم "المؤلفة باللغة العربية.

فقد تكلم في حق المؤلف كثير من أهل العلم والثقافة، فممن تكلم فيه التلميذة السيدة زينب آطاصوى، فقد كان موضوع رسالتها لإنتهاء الدراسة في كلية الشريعة التابعة لجامعة أرجياس بقيصرية" علي رضا قره بلوط وتأليفاته ومكانته في حياتنا العلمية" فدرست حياته ومصنفاته ومكانته في حياتنا العلمية دراسة عميقة تحت نظارة الأستاذ الدكتور أحمد أوغور في الجامعه، ونجحت الرسالة في اللجنة بالقبول ثم طبعت تلك الرسالة في آنقره عاصمة الدولة سنة ٢٠٠٠ م.

وممن تكلم في حق المؤلف الأستاذ في كلية الشريعة الدكتور أحمد أوغور السالف الذكر، تنقل عنه السيدة زينب آطاصوى في رسالتها المذكورة بعد استجوابها عنه، قوله هذا: الشيخ علي الرضا قره بلوط ما رأيته في المكتبة إلا قارءا أو مطالعا أو كاتبا بين الكتب طيلة عمره