للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فالله تعالى ذم الكافرين والمنافقين على إعراضهم عن تدبر القرآن، وفي هذا أمر للمؤمنين بتدبر القرآنِ، وتدبرُ القرآن؛ هو: تعقل معانيه والنظر في دلالاته، وإنما يُدرك معنى الكلام في أخرياته؛ فلا يفهم معناه إلا بعد استكماله، وقوله تعالى: ﴿أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ﴾ أي: أَغَفَلوا فلا يتدبرون القرآن؟! (١).

وإذا جاء حرف العطف بعد الهمزة؛ فالراجح أن العطف على محذوف، ويقدَّر بنحو ما ذكر (٢).

وقوله تعالى: (﴿كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُوا الأَلْبَاب (٢٩)﴾) فيه بيان أن الله تعالى أنزل كتابه ليتفكر الناس في آياته، ويعقلوا معانيها، لأن التدبر هو الطريق إلى فهم المراد من الكلام، ولكن لا بدَّ أن يكون هذا التدبر مبنياً على أصول الفهم، فلا بد أن يكون لدى المتدبر:

* إلمامٌ باللغة العربية.

* وبالأدلة الشرعية.


(١) «تفسير أبي السعود» ٢/ ٢٠٧، و «فتح القدير» ١/ ٧٣٤، و «أضواء البيان» ٧/ ٤٥٧.
(٢) هذا رأي الزمخشري وتبعه جماعة، وخالفهم الجمهور، انظر حججهم وما استشهدوا به في: «الكتاب» ٣/ ١٨٧، و «المقتضب» ٣/ ٣٠٧، و «الكشاف» ١/ ١٩٧، ٢/ ٦٣٤، و «تفسير البحر المحيط» ١/ ٣٣٩، و «الجنى الداني في حروف المعاني» ص ٣١، «توضيح المقاصد والمسالك» ٢/ ١٠٣٣، و «مغني اللبيب عن كتب الأعاريب» ص ٢٢، و «أوضح المسالك» ٣/ ٣٥٣، و «شرح الأشموني على ألفية ابن مالك» ٣/ ٩٠، و «شرح التصريح على التوضيح» ٢/ ١٥٥.

<<  <   >  >>