للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وهؤلاء الاتحادية قائلون بالاتحاد العام؛ لأن القائلين بالاتحاد أو القائلين بالحلول؛ منهم:

* مَنْ يقول بالحلول العام.

* ومَن يقول بالاتحاد العام.

* ومِنهم مَنْ يقول بالاتحاد الخاص.

* أو الحلول الخاص (١).

فأما القائلون بالاتحاد العام؛ فهم أصحاب وحدة الوجود، الذين يقولون: «إن الله هو هذه الموجودات»، فالوجود هذا شيء واحد، وأما تكثُّره؛ فهو بحسب المظاهر، والحقيقة واحدة.

والقائلون بالحلول العام؛ هم: قدماء الجهمية، يقولون: «إن الله حال في كلِّ مكان» - تعالى الله عن قولهم - وهؤلاء هم الذين رد عليهم الإمام أحمد ، ونقض شبهاتهم التي تعلقوا بها من القرآن، وبين ما يتضمنه قولهم من الفساد في العقل مع مناقضته للسمع (٢)؛ فإن قولهم يتضمن: أن الله موجود في الحشوش، وبطون الحيوان، وكل مكان مستقذر! تعالى الله عن قولهم علواً كبيراً.

والفرقُ بين الحلول والاتحاد؛ ظاهرٌ؛ فالقول بالحلول يتضمن تميز الوجودين، وإثباتهما، لكن أحدهما حلَّ في الآخر، مثل: الروح،


(١) «حقيقة مذهب الاتحاديين» ص ١٧١، و «بيان تلبيس الجهمية» ٥/ ٤٦، و «الجواب الصحيح» ١/ ٦٦ و ٢/ ٣٠٦، و «درء التعارض» ٦/ ١٥١».
(٢) في كتابه «الرد على الجهمية والزنادقة» ص ١٤٤.

<<  <   >  >>