للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

المنار»، التي بناها على محاضرات محمد عبده وكتاباته. وقد واظب على كتابتها حتى وفاته، دون أن يتمكن من إنهائها. لكن نشاطاته الأخرى كانت عديدة أيضًا. فقد وضع مؤلفات عديدة، منها ما كان مجموعة لمقالات له نشرت أولًا في «المنار»، ومنها ما كان جديدًا ومهمًا، كسيرة محمد عبده، وهي أهم مصدر لتاريخ الفكر العربي الإسلامي في أواخر القرن التاسع عشر. وقد حقق كذلك إحدى الأفكار العزيزة على قلب محمد عبده، فأسس دارًا للمرسلين والمدربين الروحيين المسلمين، دعاها «دار الدعوة والإرشاد»، بعد أن حاول أولًا تأسيسها في إسطنبول تحت رعاية «تركيا الفتاة» فلم يفلح. لكن نشاطها توقف عند وقوع حرب ١٩١٤. ثم إنه لعب دورًا هامًا في السياسات الإسلامية، واشترك في المؤتمرين الإسلاميين المنعقدين، الأول في مكة في ١٩٢٦، والثاني في القدس في ١٩٣١. وبصفته «سوريا»، فقد بقي على هامش السياسات المصرية، لكنه لم يكن غريبًا عنها، كناطق باسم محمد عبده. فكانت صلته بالخديوي عباس حلمي سيئة، حين كان الخديوي على خلاف مع عبده، لكنها تحسنت فيما بعد. وفي احتفالات الذكرى المئوية، وجه، على غرار محمد عبده، نقدًا قاسيًا إلى محمد علي، شمل مجمل الخط السياسي الذي سارت عليه الأسرة العلوية (١١). غير أن الخديوي قدم بعد مدة معونة مالية لداره. فكان لهذه البادرة. ولصلاته الطيبة أيضًا مع علي يوسف، شأن في معارضته لمصطفى كامل وللوطنيين من حزبه. إذ كان يعتقد أن علي يوسف رجل نزيه ومستقل الرأي، بخلاف مصطفى كامل (١٢). وقد لعب رشيد رضا دورًا أكبر في كفاح سوريا السياسي، منذ ثورة «تركيا الفتاة» حتى وفاته، وذلك في حزب اللامركزية قبل ١٩١٤، وفي المفاوضات التي جرت في أثناء الحرب مع البريطانيين، وكرئيس للمؤتمر السوري في ١٩٢٠، وكعضو للوفد السوري الفلسطيني إلى جنيف في ١٩٢١، وفي اللجنة السياسية في القاهرة عند وقوع الثورة السورية عامي

<<  <   >  >>