للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الأقرب عبد المطلب، وهي تدلُّ بلا شك على كثرة اطّلاعه، وسعة علمه، وإحاطته بعلم الأنساب، وهذه المقدِّمة تميَّز بها كتاب الحافظ السَّخَاوي دون كتاب "ذخائر العُقبى".

ثانيًا: الكلام على فنِّ الأنساب الذي هو من جملة فنون علم الأثر، وبيان أهمية هذا العلم، وذكر فوائده الشَّرعية، وقد تكلَّم عن هذا الموضوع بكلام مختصر لكنه مستوفٍ للغرض، فقد عرض أقوال العلماء في تعلُّم ومعرفة علم الأنساب، وما جاء في فضيلته وما رُوي في ذمّه، ثم الجمع بين هذين القولين، وساق في ذلك كلام شيخه الحافظ ابن حجر، بأن يُحمل ما ورد في ذمّه على التعمُّق فيه حتى يشغله عما هو أهمّ منه، ويُحمل ما ورد في استحسانه لكثرة الفوائد المرجوة منه.

ومن تلك الفوائد التي ذكرها السَّخاويُّ:

١ - معرفة نسب النَّبيِّ -صلى الله عليه وسلم- ومن ينتمي إليه.

٢ - التمييز بين عبد مناف، هاشميها، ومطَّلبيها، ونوفليّها. وبين قريش من كنانة، والأوس من الخزرج، والعربي من العجمي، والمولى من السَّيِّد.

٣ - ومن فوائده الشرعية: الخلافة، والكفاءة.

٤ - القيام على من تجب عليه نفقته.

٥ - معرفة من يتَّصل به ممن يرثه.

٦ - معرفة ذوي الأرحام المأمور بصلتهم ومعاونتهم.

٧ - معرفة الأنصار لقوم بوصية النَّبي -صلى الله عليه وسلم- بهم.

ثالثًا: تفسير قول الله تعالى: {قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى} (١)، تفسيرًا أثريًّا، إذ نقل أقوال ابن عبَّاس -رضي الله عنهما- في الآية، وكذا أقوال أئمة التفسير من التابعين من تلاميذه، كمجاهد بن جبر، وسعيد بن جبير رحمهما الله، ولقد توسَّع المؤلف في ذلك، وساق الأحاديث والآثار، وذكر سبب نزول الآية وجميع ما يتعلَّق بها.

رابعًا: تفسير قوله تعالى: {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا (٣٣)} (٢)، وذِكْر سبب نزول الآية، واختلاف أهل العلم في دخول زوجات


(١) الشورى (آية: ٢٣).
(٢) الأحزاب (آية: ٣٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>