للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فإبراهيم وداود وسليمان ويوسف وأمثالهم أفضل من أكثر الفقراء، ويحيى وعيسى ونحوهما أفضل من أكثر الأغنياء.

فالاعتبار العام هو التقوى، كما قال تعالى: {إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ} (١)، فكلُّ مَن كان أتقى كان أفضل مطلقًا". وبهذا تزول شُبهٌ كثيرة تعرض في مثل هذه الأمور" (٢).

* * *

وقد أورد شيخ الإسلام في معرض ردِّه على الرَّافضي جماعةً من قرابة النَّبيِّ -صلى الله عليه وسلم- كالعبَّاس، وحمزة، وجعفر، وعقيل، وعبد الله، وعبيد الله، والفضل، وغيرهم من بني العبَّاس. وربيعة، وأبي سفيان بن أبي سفيان بن الحارث، وبيَّن أن هؤلاء ليس أفضل من أهل بدر، ولا من أهل بيعة الرضوان، ولا من السَّابقين الأولين، إلَّا من تقدَّم بسابقته، كحمزة وجعفر، فإنهما رضي الله عنهما من السَّابقين الأولين. وكذلك عبيدة بن الحارث بن عبد المطلب الذي استشهد يوم بدر (٣).

وذكر شيخ الإسلام رحمه الله أيضًا أن كثيرًا من بني هاشم في زمنه (٤) لا يحفظ القرآن، ولا يعرف من حديث النَّبيِّ -صلى الله عليه وسلم- إلَّا ما شاء الله، ولا يعرف معاني القرآن، فضلًا عن علوم القرآن والفقه والحديث (٥).

• والخلاصة: أنه لا يُقال بتفضيل بني هاشم مطلقًا، وإنما مع وجود الإيمان والتقوى والعمل الصَّالح، فصاحب الإيمان والتقوى من غير بني هاشم أقرب إلى الله وإلى رسول الله وأحبّ إليهما من الهاشميّ الذي لم يتَّصف بذلك الوصف.

* * *


(١) الحجرات (آية: ١٣).
(٢) إلى هنا ينتهي كلام ابن تيمية.
(٣) انظر: "منهاج السُّنَّة النَّبويَّة" (٨/ ٢٤٤، ٢٤٥).
(٤) وذلك في أواخر القرن السابع، وأوائل القرن الثامن.
قلتُ: فما بالك بحالهم في القرن الخامس عشر الهجري؟ !
(٥) انظر: "آل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأولياؤه" (ص ٢٠٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>